اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عمر خلوف مشاهدة المشاركة
الاتفاق يا سيدي أبا صالح واضح جداً جداً
وهو اتفاق مع بعض رأيك كذلك
وقد أبنته في ذات المداخلة التي تنقل عنها
فأنا أيضاً أرى صحة ذلك حسب منهج الخليل التي تجسده دوائره..
وللمرة الألف أقول: هو صحيح حسب منهج الخليل التي تجسده دوائره

لكنك أصبحت تعلم رأيي في دوائر الخليل
فأنا لا أومن بصحة كل ما جاء فيها، ولا بكل ذلك المنهج
(يادي المنهج الفاتن)
واضح جدا أستاذي وألخص رأيك لأتذكره وبالتالي ألخص رأيي ثم أعلق:‏

‏ 1- أنت لا تؤمن بصحة وشمولية منهج الخليل الذي تجسده دوائره رغم كفاية ذلك المنهج ودوائره - لمن شاء أن يؤمن بذلك. ‏‏( أقله في موضوع السريع )‏

‏2- عدم إيمانك بصحة وشمولية منهج الخليل الذي تجسده دوائره ليس راجعا لقصور ذلك المنهج أو تلك الدوائر.‏

‏3- ( يا دي المنهج الفاتن ) جملة في قمة روعة التلخيص والتعبير . ولنا إن شاء الله حديث حولها عندما نلتقي، فمجال أهمية ‏المنهج عندي أوسع وأخطر من أن يحصر في العروض، فهو يتعداه إلى ما لا مجال هنا لتناوله.‏

وحسبي لتوضيح رأيي فيه أن المنهج الشامل الصحيح - في كل مجال - دليل ذاتي على صحته، وعلى إعجاز الممنهِجْ سبحانه ‏وتعالى و (أمانة ناقل المنهج العام عبده ورسوله محمد عليه السلام) و ( عبقرية مكتشفه في العروض الخليل بن أحمد )‏. إنما تستمد التفاعيل - وهي من اختراع الخليل - أهميتها وشرعيتها بل وصحتها، من صدورها عن منهج الخليل، وتفقد كل ذلك إن انفصمت عن ذلك المنهج. نظريا يمكن أن يكون هناك منهج غير منهج الخليل ذي أدوات غير تفاعيل الخليل، إني لأعجب ممن يتجاوز منهج الخليل بتفاعيل الخليل، فيدخل في مزالق لعل أوضحها مأزق الكرباسي في بحوره المائتين ونيف ومأزق حازم القرطاجني عندما رفض مفعولاتُ في المقتضب.

ثم تجد سنة الله هذه تتجلى في سائر العلوم في وجود قوانين شاملة لكل علم يكتشف منها البشر ما اذن الله سبحانه وتعالى به على ‏قدر اجتهادهم. إن التسليم المسبق بوجود قواعد شاملة لكل علم لدى البشر مؤمنهم وكافرهم هو أساس العلوم كلها. ومنهم من ‏يسعى لاكتشاف قاعدة واحدة تشمل الكون كله. ‏

يقول د. علي النشار:‏

http://mail.algomhoriah.net/atach.php?id=3113‎

‏" إن العقل الإنساني لا يستطيع أن يفكر وأن يستدل بدون أن يكون له منهج متعين ‏يقول [يقوم] عليه فكره وحركته" ‏ ‏

، وحسبك في هذا المجال ما يسعى له علماء الفيزياء من التوصل لنظرية افترضوا من استقراء سنن الكون ضرورة وجودها ‏وأسموها: نظرية التوحيد الكبير ‏The Grand Unified Field Theory‏ . وأنقل من ويكيبيديا :" استند اينشتين في بحثه عن ‏نظرية التوحيد إلى إطار دينى وفلسفى أن الخالق واحد للكون وبالتالى يوجد نظرية أو هيكل رياضى - معادلة واحدة فقط تصف ‏الكون. وهذا يتصف مع فكرة العلم لديمقريطس. فعندما كان جالسا على شاطئ بحر إيجه تساءل عن تعدد الألهة. هل للشمس إله ‏والقمر إله وكل شيء له إله؟ ثم ماذا سيحدث إذا نشبت معركة بين تلك الألهة ؟" ألا تجد أن العلماء في هذا يسيرون على خطى ‏إبراهيم عليه السلام ؟.شرف للخليل بن أحمد في مجاله أن يتسم تفكيره بالشمولية أسوة بالخليل إبراهيم عليه السلام، وشرف ‏للرقمي أن يكتشف ذلك ويبرهن عليه وينطلق منه لما يليق بعبقرية الخليل من آفاق.‏

إن اطراد المنهج في العروض يحفز على تتبع اطراده في أمر العربية عامة وإن ثبت ذلك فإنه يعني أن للأمر أبعادا لا تخفى عليك، وشرف للخليل أن يفتح هذا الباب بمنهجه.

أبعد هذا ترى مجالا للقول ( يا دي المنهج )‏

ومن فائدة حوارنا هذا أن يعلم أي متحاورين أن الحوار ينبغي أن يبدأ بالأصول ثم يمتد للفروع، وبدايته بالفروع ستؤدي – ‏ولكن بعد لأي وطويل وقت إن توفرت الموضوعية للمتحاورَين، ستؤدي للأصول ، وقد لا تؤدي إن قلت الموضوعية. ومن حسن حظي أنك محاوري الذي أقبس عنه العلم وحسن الخلق والتهذيب وموضوعية الحوار.‏

شكرا لسعة صدرك وحفظك الله ورعاك.‏