-أشكرك أستاذي الكريم على رحابة صدرك ثانية وأشيد بهذا.
ليس هذا الحوار أكثر من تفكير تلميذة بصوت مرتفع أمام أستاذها العالم الباحث المبدع .
أحب أن أناقش أفكاري هذه مع حضرتك لأن النقد الذاتي أساس التطوير والتحسين والصقل وهذا ما أحبه للرقمي كي يثبت حيوته ويستمر كمنهج علمي وفكري في آن واحد.
-توحيد المقياس مطلوب ،لكنه يجب أن يعني إيجاد مقياس مشترك للخصائص المشتركة الطبيعية الملحوظة الموجودة أصلا وليس الخصائص الافتراضية التي نضيفها نحن بالافتراض كخاصة مشتركة بين الشعر والنثر . فعندما نقوم بتأصيل النثر وفقا لأحكام الشعر فهذا يعني أننا ألحقنا بالنثر خاصة افتراضية صنعية من عندنا هي ) امتناع وجود المقطع القصير المتحرك فيه منفردا والذي يمثله الرقم 1 ( وكما تعلم حضرتك فإن هذه الخاصة الافتراضية هي في الواقع الملحوظ ظاهرة مميزة في الشعر دون النثر .بينما النثر في الواقع يحفل بالرقم 1 إذن فالتأصيل يمنح للنثر خاصة جديدة هي في الحقيقة معاكسة ومناقضة لخصائصه الواقعية الملحوظة فنحن نمنحه ما يناقضه ويجعله مماثلا للشعر فرضيا ثم نقوم باختباره وفقا لافتراضنا ؟ وكيف سنحكم بعد هذا على مصداقية النتائج ؟
من ناحية ثانية : دائرة الخليل تحوي على الأوتاد كما تحوي على الأسباب ولو تجاوزنا خطوة التأصيل فإن حذف الرقم 1 في خطوة كتابة الوزن الهرمي ليست في حقيقتها إلا حذف المتحرك الأول من الوتد ليتحول إلى سبب خفيف فإلغاء الرقم 1 هنا يمثل خروجا واضحا عن نظام دائرة الخليل ليف يتفق التزام الدائرة كمقياس في التأصيل مع الخروج عنها في كتابة الوزن الهرمي ؟
أعتقد أن مسألة اختلاف أجزاء النثر عن إيقاع الشعر قضية محسومة بالضرورة لأنها ظاهرة واضحة محسوسة .لكن افتراض خضوعهما معا لقوانين عامة للاستساغة ومحاولة كشف هذه القوانين أمر مشروع بل هو مطلوب وجميل لكن شريطة عدم تدخلنا في تغيير خصائص مواد البحث قبل إخضاعها للتجربة الأولى . أي يجب أن نكتب وزن العبارة النثرية دون أي تحوير ) لا تأصيل للنثر( ويجب أن نكتب وزن الشطر الشعري دون حذف الرقم 1 عند كتابة الوزن الهرمي لأن هذا الحذف يحول الأوتاد إلى أسباب خفيفة مما يحول الإيقاع البحريإلى إيقاع خببي ) لا لتخبيب الإيقاع البحري ( فكيف نتعامل مع الإيقاع الخببي الناتج على أنه الإيقاع البحري الذي يمثل مادة البحث الأصلية ؟ وكيف نقيم نتائجنا ؟
أعتقد أن قانون الإيقاع العام يحتاج إلى صياغة أولية وفقا لشروط حيادية البحث العلمي بالحفاظ على الخصائص الأساسية لمواد البحث وهي النثر والشعر والخبب ثم بعد الحصول على القانون الأساسي لكل منها على حدة على شكل مخطط بياني ذي معادلة رياضية مميزة يمكن لاحقا دراسة ميلإيقاع العبارة النثرية للامتزاج بإيقاع الشعر أو الخبب مثلا بإجراء التأصيل للنثر ومقارنة مدى انحراف خطها البياني عن الخط البياني الممثل لوزن العبارة دون تأصيل وملاحظة الفارق .
يتبع . . .
تحيتي وتقديري
المفضلات