اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (ثناء صالح) مشاهدة المشاركة
هذا يضعني مباشرة في موضع طرح ملاحظاتي وتساؤلاتي حول الإجراء الرقمي لهرم الأوزان :

الملاحظة الأولى :

نلاحظ أن تطبيق هرم الأوزان يتم على النثر وعلى الشعر بالخطوات الإجرائية الرقمية نفسها . فكيف ذلك وهذان مجالان مختلفان في شروط بناء الكلام ؟
فأنا أتساءل وفقا لهذه الملاحظة عن الضرورة التي تجبرنا على إجراء خطوة التأصيل الرقمي لمقاطع العبارة النثرية وفق قاعدتي التأصيل 1/2 و 3 3 3 / 3 4 3 . .
ما حاجتنا لهذا التأصيل في النثر ؟ وهل هو تأصيل فعلا ؟ يمكن تأصيل النثر وفقا لأحكام الشعر إذا كان الشعر أصلا للنثر . .
من جهتي أرى في هذا تغريبا لا تأصيلا وأعتقد أن الزيادة الكمية التي يلحقها التأصيل بوزن العبارة النثرية تؤدي إلى انحراف الوزن عن مخططه الحقيقي .
أضف إلى هذا أن خطوة كتابة الوزن الهرمي تفرض علينا التخلص من الرقم 1 حيثما ورد فذلك تغيير كمي آخر غير مبرر في حقيقة الوزن وللمرة الثانية . فما هو وجه الحق في طرح كل تكرار للرقم 1 من العبارة النثرية ؟ لماذا نطرحه ؟ وما الذي سيتبقى لدينا من أصل الوزن لنختبر اتفاقه أو اختلافه مع قانون الهرم ) لا صعود بعد نزول ( ؟
لم أجد تبريرا علميا لا للتأصيل ولا لحذف كل رقم 1 في الوزن الهرمي في العبارة النثرية ويكفي أن نشترط قراءة العبارة مع الوقف على السكون في آخرها كي تتحقق كتابتها بوزنها الحقيقي .

أجمل تحية
سامحك الله أستاذتي ‏

من يقرأ تهيبك وتمهيدك واستسماحك قبل طرح هذاالسؤال يتوقع أنك ستنتهكين مقدسا – لا سمح الله - . سؤالك هذا بدهي وجوابه لازم لوضع الأمور في نصابها. واشكرك عليه.‏

كسائر معطيات الرقمي، هرم الأوزان مقاربة تحتمل الصواب والخطأ. ولا خير في الرقمي إن لم يقبل هزها بعنف لاستكشاف مدى ‏صحتها.‏

نحن نقارن إيقاع الشعر العربي كما هو على دوائر الخليل أي بوزن الشعر مؤصلا خاليا من الرقم 1 بما قد يناظره من إيقاع محتمل ‏في النثر. فلزم توحيد المقياس، ولسان حالنا يقول : إذا افترضنا أن لخاصية هرم الأوزان في الشعر نظيرا في النثر، فإن استكشاف ‏ذلك ذلك ينبغي أن يكون بمقياس موحد. أي أننا - على افتراض وجود إيقاع شبيه بإيقاع الشعر في النثر - نؤصل النص النثري تأصيلنا للنص ‏الشعري، فإن تشابها في موضوع هرم الأوزان فتلك إشارة ترجيحية لوجود صلة ما بينهما أو أصل ما لإيقاع الشعر في النثر، ( التأصيل في النثر كالعمل في الهندسة ‏المستوية أي افتراض وجود خط ما بمواصفات ما يساعد في التوصل إلى النتيجة وصوابهما هو والنتيجة مترابطان ، ولعل ‏الأمر ذاته يسود النظريات العلمية أي إذا افترضنا كذا فالنتيجة كذا) ، وكما رأيت فإن التشابه غالب وليس قطعيا. فمعاملة النص النثري في التأصيل معاملتنا للنص الشعر فيه قائم على افتراض تشابههما ولو أن النتائج جاءت بنسبة 90 % فمعنى ذلك صحة عالية لافتراضنا أو 10 % فمعنى ذلك خطأ عال لافتراضنا. ولكن إن افترضنا أصلا أن أجزاء النثر ذات إيقاع مختلف عن الشعر لا يخضع لقوانينه في التأصيل فقد حسمت القضية ابتداء ولا داعي لتجريب مدى انطباق هرم الأوزان على النثر.

وكل ما قمنا به من تأصيل للنثر لتوحيد صفات المقياس هو من قبيل العمل في الهندسة كما تقدم. ‏

والأخذ بهذه المقاربة أو رفضها كلاهما وارد من حيث المبدأ، ولا يترتب على رفض هذه المقاربة من الأساس إلا تعطيل موضوع ‏هرم الأوزان في النثر لا غير. الأمر الذي يعني أن هرم الأوزان لا يعتبر قرينة لترجيح احتمال وجود أصل لإيقاع العربي في ‏النثر والأمر عائد في ذلك إلى قناعة الشخص.‏

ويبقى هناك احتمالان أولهما أن ليس لإيقاع الشعر اصل في النثر . أو أنه قد يكون موجودا ولكن هرم الأوزان لا يصلح قرينة ‏لإثباته.‏

وهكذا يتبين لك أن الأمر في أساسه يقبل من حيث المبدأ الأخذ بآلية تطبيق هرم الأوزان في النثر أو رفضها، وربما كانت غلبة موافقة نتائج تأصيل النثر حسب قوانين الشعر لنتائج تأصيل الشعر عاملا ترجيحيا لصحة الافتراض. أقول ربما وربما فقط.

قد أكون مصيبا أو مخطئا في الفقرة التالية ولكني صادق في وصف ما استشعره

وهنا أستاذتي أرجو أن يتسع صدرك لقول ما أجده متأصلا في تفكيرك فرض ما بذهنك على الواقع ووجود آلية تلقائية تعمل على تحاشي فتح أية نافذة لدراسة أي احتمال آخر قد ينجم عنه تغيير ما بذهنك ليطابق ما قد يقود إليه البحث المحايد. لمست ذلك للآن في ثلاثة مواضيع :

1- موضوع م/ع ورأيك في المتحرك
2- موضوع القطع
3- وهنا موضوع هرم الأوزان

وبناء على ذلك صرت أميل إلى التسليم المسبق - جدلا - بحقك في فرض ما أراه متأصلا في طبيعة تفكيرك على رؤيتك للأمور - وذلك لا يعني أن رأيك خطأ بل يعني عدم قابليته للتغير- . وهذا صار يقودني إلى القفز فورا إلى استنتاج ما يترتب عليه من أثر على ما يخصك من نظرة لبعض جوانب الرقمي لا سبيل إلى تغييرها. والذي بتّ أرى معه أن من المناسب والعملي الانطلاق من أن هناك مساحة مشتركة بيننا في الرقمي ومساحة مختلفا عليها قد تزيد مع التطبيقات التي تحملها الأيام وقد تنحسر وذلك يريحني وهو أمر طبيعي أتمنى أن تشاركيني الرأي بأنه لا غضاضة فيه، بل هو بنّاء.

أمتعتني بلورة ما لدي من فهم لتفكيرك فشكرا لك.


والله يوفقك ويرعاك.‏