أحزنتني لا رأيت الهمّ والحزنا = وطال عمرك في بحبوحة وهنا
أرسلتَ في القلب تيارا فأشعرني= كأن من عاش هاتيك الشجون أنا
من كنت إبنًا له باقٍ بغرسته = أنعم بلحسنَ من غرسٍ وطيب جنا
لله درّك من برّ بوالدةٍ = لكي تنام قريرا كم جفت وسنا
فاحرص فمفتاح باب الخلد قالتُها = " يرضى عليك إلهي يا ابني (الحسنا)"
ولست أشرح شيئا أنت تجهله = لكن أعوّض تقصيري فواحزنا
مضت إلى الله أمي، قلت أنت أخي = فلتجتهد ربما بعض الثواب لنا
لأسأل الله شيماءٌ وإخوتها = لا يحرمون بظل الوالدين مُنى
كم قد قضيت سنينا في العروض وها = أني أفوز ولم أُبخس به ثمنا
حسبي بأن خيار الناس تصحبني = عسى أكون بكم يا سيدي قَمِنا
كم قد عرفت ذوي مالٍ وقيمتهم= إن قارنوها بصفرٍ عندها حًسُنا
" وهذه الدار لا تبقي على أحد " = وكلنا ذات يومٍ يلبس الكفنا
وليس يبقى سوى ما المرؤ قدمه = وحسن خلقٍ، وما من دون ذاك فنا