‏ فلنتناول مقارنة تشطيري شاعرينا لأحد الأبيات

1- الشاعرة نادية بوغرارة:

سرتم وسار دليلكم ، يا وحشتـي ...... إنْ لـــــمْ أُوَفّـــــقْ مِـثـلَــكــمْ لـــمُـــرادي
‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎
مـــنْ دونِ وصْـلِـكـمُ أُقـلّــبُ فـــي الــجَــوى ...........فالشوق أقلقني وصوت الحـادي ‏
2-الشاعر لحسن عسيلة :

سرتم وسار دليلكم ، يا وحشتـي ........ نـارُ الـجـوى تَقْتاتُـنـي وسُـهَـادي
‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎
لا تعْجَـبـواْ مِــنْ هـائـمٍ مُسْتـعْـجـلٍ.......... فالشوق أقلقني وصوت الحـادي ‏


الصدر : سرتم وسار دليلكم يا وحشتي ، فالمتوقع أن يكون العجز تفصيلا لقول( يا وحشتي) وهكذا كان في الحالتين، فالشاعرة نادية بوغرارة تفسر ‏ذلك بأن الوحشة ناجمة عن احتمال عدم تمكنها من مرافقتهم ( إن لم أوفق مثلكم لمرادي ) ، وهذا منسجم مع قولها في البيت السابق من تشطيرها ( ‏إني فقير هل إلي بزاد) فاحتمال عدم مرافقتهم وارد، بينما الشاعر لحسن عسيلة يرافقهم كما جاء في البيت السايق ( حثوا المسير تقطعت أكبادي ) ‏، وإنما يشكو شدة الشوق (نـارُ الـجـوى تَقْتاتُـنـي وسُـهَـادي )‏

والعجز في البيت المشطر : ( فالشوق أقلقني وصوت الحادي ) فينبغي أن يكون الصدر في التشطير ممهدا له
احتمال مبدإ عدم مرافقتهم يؤرقها ( مـــنْ دونِ وصْـلِـكـمُ أُقـلّــبُ فـــي الــجَــوى ) ، بينما الشاعرالمرافق لهم يفسر لهم لهفته ( لا تعجبوا من هائم ‏مستعجل ) .‏

لنأخذ م/ع لشطري ‏

الشاعرة: إن لم أوفق مثلكم لمرادي ...............م/ع = 6/ 2 = 3,0‏
والشاعر: نـارُ الـجـوى تَقْتاتُـنـي وسُـهَـادي ......م/ع = 2/ 6 0,3 ‏

كلاهما مشتاق ، هي في شك من الزيارة من حيث المبدأ، هو متأكد من الزيارة فهو يرافق الركب لكنه مشتاق
بين احتمال الحرمان وبين الشوق مع الاطمئنان للزيارة يختلف المؤشران ليكون أحدهما عشرة أمثال الثاني

حتى إذا استوفي كل منهما تعبيره هذا وجاء الشطر الثاني نعقيبا عليه كاد المؤشران يتساويان

الشاعرة : مـــنْ دونِ وصْـلِـكـمُ أُقـلّــبُ فـــي الــجَــوى .....م/ع = 4 / 3 = 1,3‏
الشاعر : لا تعْجَـبـواْ مِــنْ هـائـمٍ مُسْتـعْـجـلٍ ......م/ع = 5/ 3 = 1,7‏

م/ع لشطري الشاعرة = 10/ 6= 1,7‏
م/ع لشطري الشاعر = 8/ 9= 0,7‏
م/ع لشطري البرعي = 9/ 7 = 1,3 وهو تقريبا متوسط مؤشري الشاعر والشاعرة