حرية الأدب وقلة الأدب




هذا مقال كتبته منذ فترة وأحببت أن أشارك به أحبابي فى تلك الساحة الجميلة , ليكون رسالة ونصيحة

فموضوعه حي حتى الساعة


الحمد لله الأعز الأكرم ...

اللهم صل على محمد

و على آله و صحبه و سلم ..

قال عبقرينا شمس الدين

يا أيها الرجل المريد نجاته*** اسمع مقالة ناصح معوان

كن في أمورك كلها متمسكا*** بالوحي لا بزخارف الهذيان



دارت حوارت حول حرية الأديب حين يسلم أدبه لله ...


و اتهام بعض الكتاب لنا بالتضييق عليهم

و بغلق مجارى إبداعهم

و سد صرفهم الصحى ...


و هنا ما سطرته لهم ..

و للعلم .. لا أعنى أحدا بعينه !

بل أعنيهم جميعا و أعينهم !

كلهم شركاء فى الإثم

على تفاوت الحصة و السهم

فلو رأيت أرفف المكتبات فى قسم الأدب و العهر ...

سيفجعك الأمر

فحداثة هى حدث أكبر

و نجاسة للكون و منكر ..

و رمزية تطمس الشرع

و تغمى العقل بمكر

إلى قصائد جنس فاضح

إلى عاطفية تحرق قلوب الشباب

و هى فتنة سيئة مغطاة و براقة


كلهم يخربون

من أول قصائد السب فى الدين

مرورا بقصائد العرى المشين

و صولا لمن يعتبرون أنفسهم مبدعين محترمين



يمدحون القدس بقصيدة

و يهدمون الجيل بعشرين

و هم ينشرون القصص و الدواوين

عليها رسومات البنات و البنين

بنات عاريات الشعور

و قلوب حمراء و زهور ..

يتبادلون نظرات و لمسات الحب العفيف ( زنا اليد البطش )

خلف أسوار ما يسمى : ( حرم .. ! الجامعة )

فتشكل قصائدهم مرجعا لكل طالب علم !

يريد أن يتعشق طالبة بلا حد الزنا الكامل !

فيتبادلان المكالمات

و تشابك الأيدى و النظرات و الخطابات ...

وقصائد الغزل العفيف و الرومانسية و شتى ( يسمونها الصغائر! ) المحرمات

لمن لا تحل له أصلا !

و لا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ....


أما نحن ...

فحريتنا ساحة نقية من العبث

لكنها قليلة الرواد

لعل الله ان يتم علينا و علكيم النعمة ,

و يوجهنا و إياكم للخير ما بقينا


ونسأله أن يزيد عدد المرتوين بنهر العسل



المسلم الحق لا يشعر بالضيق و لا الكبت

و لا يتشوف لخروج من إطار و قيد

و الحياة عنده فسيحة رحبة

و نبض قلبه أمانة ...

و الحب عنده قربى و ديانة

و لو كان أديبا فليس همه أن ينتشر و كفى

أو أن يخرج كل نزعات نفسه و هلاوسها

و يفرغ كل وساوس قرينه بلا تدبر

فهو لا يفكر فى ارتفاع نفسه بأى سبيل مثلهم

و لا يفكر فى إشباع كل ميل مهما بعد



عنده أمور أخرى تشغل عقله

و يبحر فيها قلبه

و يسعد بها كيانه



و الحرية كلمة مثل غيرها

تختلف معانيها حسب تصور الفرد و ثقافته

و هناك قدر مشترك بين العقلاء

لكن - و دوما - سيكون هناك شئ من الإختلاف فى بعض المضامين

لأن التصور العام للكون يحكم نظرة المرء لكل مبدأ , و يحدد ترجمته لكل معنى




فالحب و السلام و الحرية و العنف و الحق و الإنسانية ...

مفاهيم متنوعة الدلالات حسب الحال

وقد فهمها بعض الوثنيين ...

قال غاندى

أن تصحيح الألفاظ هو أول خطوة لتصحيح الأفكار

و ما وصل له غاندى بضلاله

هو حقيقة قرءانية ماثلة


حيث بين القرءان و شرحت السنة

أن تصويب الأسماء يقطع على إبليس العبث بالمسميات ,

و قلما يطرح الخبيث الشر باسمه على المرء , أو على الأمة لتتبناه ,

بل الشيطان دوما يحثك على الشئ


و يسميه بغير اسمه


قال تعالى عن معبودات البشر الباطلة :

إن هى إلا أسماء سميتموها ......


و فى الحديث عن شاربى الخمر فى آخر الزمان

يسمونها بغير اسمها ..


بل و يلبس الخبيث اللعين ثوب الناصح :

بل و يقسم ..

فليتنبه كل فرد !

فليس كل من نصحك و أقسم لك بر تقى !


و كما فى سورة الأعراف ...

حين أراد اللعين خداع أبينا آدم عليه الصلاة و السلام

و قاسمهما إنى لكما لمن الناصحين .......


من هنا كانت تسميته للشجرة المحرمة شجرة الخلد !

و تسميته للخمر أم الأفراح !


و لاتباع الهوى وسطية !




و للمروق تطورا !


و للخنا فنا !


و لمن أبق حرا ...



و ما شابه


و المؤمن يفرق بين الحرية و الهمجية

بين التحرر و التفلت

ففهمه للحرية و ضبطه لها هام هام ...

لصلاح مصيره , قبل أن يكون لاستقرار ميزان الكون

فحين تتفشى الحرية المجنونة يخرب الكون , و تسوء النهاية يوم العرض !

و لم يقتنع المفكرون المخرفون بكلامى

و سيبقى الخلاف بيننا ... لأن أهل الحداثة و الشر

لا يختلفون فى موضوع الحرية


و إنما يختصمون فى الإلهية , و فى تصورهم للكون أصلا

و لكن يسترون خلافهم برقع حتى حين ....


أما نحن

فحريتنا حقيقة ... نهنأ و نتنعم بها ,

وسعادتنا ليست فى تسافد البهائم كفاحا

وليست فى العب من الشهوات و الملذات

بلا نظر للعواقب

بل حريتنا المنشودة راقية سامية


نتلذذ بها

و نعاند الكون و لا نلين

ألم تر بلالا يتجرع المشاق

و يتبسم فى حر المضاء

و يخرج على سيده الكافر

و يصيح أحد أحد

رب الحجر و الشجر

له جبينى سجد !

أليست تلك حرية , و خروجا على المألوف !

و تمردا على سيده

و عنادا و تحديا لكل شئ !

و استعلاءا على الألم و الجسد !

حرية الأدب الإسلامي فى تناوله لما أباح الله تعالى

فيقاوم الظلام

ويصف الأكوان

و يثير الفكر

و يضئ الطريق بالشعر و النثر

و يحب من أحلها الله

فيمدح الزوجة و يتغزل فيها .. لها

و لكنه لا يهيج الناس و يغويهم بوصفها ..

و قد يثنى عليها حينا علنا

فهو يطير مع محبوبته الحلال

و لكنه لا يتغاضى عن أثر ما يعمل !

و لا يتجاهل حال القوم قبل أن يتكلم

و يحترم سنة محمد صلى الله عليه وسلم

حريتنا زكية طاهرة نقية

محلقة ملائكية

تصف دموع التوبة

و تحلق فى فرحة بالصلاة قرة العين

و لكنها لا تلوث الكون

بزبالات العقول

فهى تصف الحب

لكن فى إطار الشرع ..

زواج و حب ..

فلا تعطى فرصة لمستهام صب

يقف خلف الباب و تحت الشباك

يستدبر السنة و الكتاب

حريتنا تصف التدبر و البحث

و تمرح و تلعب

لكنها لا تجعل الدين لهوا و لعبا

و لا تعتبره ركنا .. و ( الأدب ركن ! ) ..

بل تعلم أن كل شئ مقنن

حتى المرح له ضوابط ..

و شتان بين من عبث بالحقائق

و جعل الدين أفهاما تتفاوت

و ميع كل القواعد

و بين من وقف خاشعا لله الواحد

رحمك الله يا شمس الدين حين قلت


نبذوا كتابك من وراء ظهورهم*** وتمسكوا بزخارف الهذيان


( وصية العجوز المنافقة )

لا للشعر الإسلامى !

أبنى لا تعجل ولا تحتد ! فما الشعر إلا قد و خد , قل قصيدا كالزنا تغد

أديبا و ينالك الوعد

دعينى ...

قلبى لن يراجعنى , أكان الشوك أم ورد


فكفى عن مناصحتى : عليك بفاسق السرد

فشوقى قد ملا قلبى , لربى ما له حد , نويت العيش وقافا , و شعرى للخنا سد

رؤوس الفكر كتاب أضاعوا كل ما يجدى

وصار الشعر رقاصا و دف عاهر النقد

لك الله يا مصر ...

و نسأل الله العافية