الأخت الكريمة إيمان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحيي فيك ابتداء حرصك على إتقان لغتك.
الأصل أن اللغة أداة تواصل جمعية، يكتسبها الفرد من مجتمعه.
ورغم وفرة أساتذة اللغة في الماضي فقد كان الخلفاء يرسلون أبناءهم للبادية لتحصيل اللغة منها للنقاء اللغوي فيها وسلامة الفطرة. والتأثير الملموس لبرنامج ( افتح يا سمسم ) شاهد على ذلك.
وفي العصر الحديث فإن وسائل الإعلام هي الأداة الأجدى في الارتقاء بمستوى اللغة ومساعدة من يهتم برفع مستواه فيها. ولكن كثيرا من الإذاعات والفضائيات، لم تتوقف عن دورها المفترض في ذاك فحسب بل شرعت تمارس الهدم والتلويث اللغويين بكفاءة عالية ، . بحيث صار على من يعتني بلغته أن يبذل حهدا مضاعفا لأنه يسير عكس التيار- وبعضها يضيف إلى ذاك التلويث الأخلاقي والفكري -.
ولكن ظلت وسيلة المطالعة قلعة يعتصم بها من يحرص على لغته. فعليك بإكثار المطالعة في أدب الكبار من كتاب وشعراء، لا سيما تلك التي تقدم شروحا راقية، وديوان المتنبي بأحد الشروح المعروفة له مرجع ممتاز.
وهناك بطبيعة الحال علوم اللغة التي تتوفر في المكتبات كتب لتقديم مبادئها.
كما أن هناك الكثير من المنتديات التي تعتني بسائر علوم اللغة، وبعض البرامج اللغوية التي تبثها بعض الفضائيات. بل إن بعض الفضائيات لا زالت ذات مستوى لغوي لا بأس به في سائر برامجها.
وقبل كل شيء وبعده يبقى كتاب الله هو الحافظ لهذه اللغة على مستويي الفرد والجماعة.
بخصوص ( ذيّاك ) و ( أنّا) وما شابههما فلا بأس من أن تطلقي لتخمينك العنان، بالبحث عن كلمات مقاربة في اللفظ ( ذيّاك – ذاك) ، ( أنّا – أنّنا ) وتجريب مدى أداء هذه الكلمات للمعنى، وهذا ليس بطبيعة الحال بديلا لطلب المعنى في القاموس أو مصادر الأدب الأخرى.
والله يوفقك ويرعاك.
المفضلات