فكرة الموضوع مأخوذة من الرابط:
http://localauthors.pe.com/poetry/th...elephone-game/
كثيرا ما يتسائل بعض الناس عن أهمية الشعر.
لو تصورنا لعبة هاتف في العصر الجاهلي حيث يصطف عدد من الأشخاص في صفين في كل منهما
عدد متساو من المصطفين.
يهمس أول شخص في الصف الأول في أذن الثاني عبارة " إنني اعشقها وهي تبادلني ذات
الشعور كما أن بعيري يحب ناقتها " ثم يهمس الثاني بتلك العبارة ويقوم الثاني بدوره بهمسها
في أذن الثالث والثالث للرابع وهكذا، فإن تلك العبارة لن تصل لآخر الصف بحرفيتها، بل ستحرف
صياغتها وربما طال التحريف مضمونها. وإذا كان الصف طويلا جدا فقد تصل على النحو التالي " قد
أحببتها ودفعت لها مهرا ناقة وجملا فرفضت الزواج بي "
بينما في الصف الثاني الموازي للأول والمناظر له يهمس أول شخص في أذن الثاني :
" وأحبها وتحبني .... ويحب ناقتها بعيري "
فإنها ستصل إلى نهاية الصف سليمة دون تحريف. لماذا ؟
لأن عليها حارسا من الذائقة ذات المواصفات الرياضية التي فطرها الله سبحانه على نحو معجز في
اتساقه وجماله واطراده"، حارس دونه حارس النثر. وللنثر حراسه، وهذا موضوع آخر.
يليق بدراسة كنه هذه الذائقة في جمالها واطرادها واتساقها أن تُعطى إسم " علم العروض" على
أن الكاتب اختار لموضوعه " علم الشعر " هما علمان متداخلان . لكن لعلم العروض باعتباره جزءً
من علم الإيقاع مساحة خارج الشعر، كما أن للشعر باعتبار لوحة من المضمون واللغة والبيان
والمشاعر والبديع والصور والوزن وسواها مساحة خارج العروض .
لهذه الذائقة كثير من الفضل فيما حفظ تاريخ العرب من أخبارهم خلال فترة كانت تعمهم فيها الأمية.
****
خلفية ذات صلة:
للقرآن الكريم إيقاعه المتميز ولهذا الإيقاع فضل في تيسير حفظه.
عندما نتحدث عن إيقاع القرآن الكريم فنحن في قنن ليست مثلها أودية هيام الشعراء وبالتالي
فنحن لا نتكلم عن (( مخبون مشكول مقبوض مذيل , مطوي وغيرها من الألقاب ))
والعبارة لأستاذي غالب الغول في نفيه وجود إيقاع في القرآن الكريم. وإثارته لموضوع الإيقاع في
القرآن الكريم طريفة يحسن الاطلاع عليها، للتعرف على مقتضيات المنطق والطرح العلمي.
وفحواها
1- أنه تصدى للرد على طرح موضوع م/ع فيما ذكره سبحانه على لسان خلقه في القرآن الكريم، ولم
أتطرق من قريب أو بعيد في ذلك الموضوع للإيقاع في القرآن الكريم.
أفهم أن يرفض فكرة م/ع في القرآن الكريم، ولا أستبعد أحتمال خطئي وصوابه. ولكن أن يبني على ذلك
أني أقول بالإيقاع في القرآن فأمر مستغرب.
2- قبلت من أجل الحوار والوصول للحقيقة ربطه – غير المبرر – بين م/ع والإيقاع.
3- قفز من م/ع إلى الإيقاع إلى اعتبار أن القول بذلك يعني أن نتكلم في القرآن عن (( مخبون
مشكول مقبوض مذيل , مطوي وغيرها من الألقاب ))
كيف صارت م/ع مرتبطة بالقول بالمخبول والمشكول في القرآن الكريم؟؟ أستاذنا أعلم.
على أني مقتنع أن للقرآن الكريم إيقاعه الخاص المعجز المميز
بل ادعو الله تعالى أن تفيد آليات الرقمي ومنهجيته في كشف بعض إعجاز الإيقاع القرآني يوما ما
ليكون لي في ذلك بعض الأجر.
الموضوع مطروح على الرابط:
http://ukkaz.ahlamontada.com/t1534-topic
المفضلات