أساتذتي الأفاضل
الحوار حول بيت أستاذنا لحسن عسيلة :
قد سقط القناع يا كذوب ......... وقد بدت آثارها الندوب
حوار طريف له تداعياته
البيت لا غبار عليه كمطلع فهو مصرع كمطلع أبيات مهيار الديلمي :
كالشمس من جمرة عبد شمس ....غضبي سخت نفسي لها بنفسي
4 3 2 1 3 3 2 ..................4 3 4 3 3 2
ماطلة غريمها لا يقـتــضي .........ديونه وديـنها لا ينـــسى
2 1 3 3 3 2 2 3 ..........3 3 3 3 4 2
في بلد يحرم صيد وحشــه......... وهي به تــحل صيد الإنس
ترى دم العــشاق في بنانها........... علامة قد موهت بالــورس
وإنما ينصب الحوار حول البيتين الذين أضفتهما كبيتين غير مصرعين في السياق التالي :
قد سقط القناع يا كذوب ......... وقد بدت آثارها الندوب
من بعد أن قد ذاب صبغ وجهٍ ....... والوجه في تركيبه مريبُ
فلست أدري الوجه ذا أصيلٌ ؟ ........ أم استعرته فأنت ذيب
والإجابة على هذا السؤال مفيدة في تعميق فهم جوانب عدة من العروض:
1 - تحول 2 2 3 إلى 3 2 تمر عبر تحول 4 3 إلى 2 1 3 التي يجوز اعتبارها بعد الأوثق 2 (2) 2 = 2 2 2 ومن ثم يجري عليها الزحاف 1 2 2 = 3 2 والقول بعد الأوثق يعني في آخر العجز ويمنع ذلك في الصدر غير المصرع.
2- مجزوء البسيط
4 3 2 3 4 3 ...............4 3 2 3 4 3
ويجوز أن يأتي خلافا للقاعدة في سائر الأبيات
4 3 2 3 3 2 ...............4 3 2 3 3 2
ومن ذلك قول صالح جودت :
يا عزّة الحسن أي شيء .....أهديك في عيدك السعيد
4 3 2 3 3 2 ............4 3 2 3 3 2
وكيف أهديك من قصيدي ......وأنت أحلى من القصيد
وصوتك العذب حين يسري ....أرق من همسة النشيد
وقياسا عليه بتحويل المتناوبة 3 2 3 إلى 3 4 3 بأقل تحوير ممكن ولو على حساب المعنى :
يا عزّة الإحسان أي شيء .....أهديك في عيدك ذا السعيد
4 3 4 3 3 2 ............4 3 2 1 3 3 2
وكيف ما أهديك من قصيدي ......وأنت أحلامي من القصيد
وصوتك العذوب حين يسري ....أرق من مهموسة النشيد
ولا أسوق هذا حجة له بل لاستشعار النسبة والتناسب بين البحرين وأثر ذلك على توحيد الحكم عليهما، ويحسن هنا الرجوع لموضوع ( نسبة وتناسب )
https://sites.google.com/site/alaroo...bah-wa-tanasob
3- هذا يطرح سؤالا عن تاريخ المخلع أكان بعد الخليل أم قبل الخليل ؟
4- القول بورود ذلك في الرجز قياسا على المخلع فيه احتمالان
أ – اعتباره من الموزون لمخالفته للقاعدة
ب- اعتباره شعرا إن ورد عليه شعر معتبر
فهل ورد عليه شعر ؟
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10831
" ولكنني أشير إلى العديد من قصائد هذا الوزن الجميل، الذي ليس له في الشعر القديم قصائد معروفة، سوى ما ورد في كتب العروض.
فعليه ما أورده الجاحظ في البيان والتبيين (1/49):
وقبرُ حَرْبٍ بمكانٍ قفْرٍ = وليسَ قرْبَ قبْرِ حربٍ قبْرُ
كما أورد له أبو الحسن العروضي (الجامع 69) قول الشاعر:
دَنوتُ منهُ فنأى وصدّا = ولِنْتُ في القولِ لهُ فاشتدّا
وكانَ هذا في البَدِيِّ منهُ = مزْحاً، فلمّا [امتدَّ] صار جِدّا
لبئْسَ ما جازى [بوصْلٍ] هجْراً = مُجازِياً بالقرْبِ منهُ بُعْدا
ولكن كثُرَ استعماله حديثاً، فاستعمله نزار قباني ما ينوف على خمس مرات، كقوله مثلاً (الأعمال الكاملة 1/205):
عند جدارِ البيتِ ذات يومِ = أقبلْتِ نحوي تسألينَ ما اسمي
كنتِ بعُمْرِ البرعمِ المُندّى = أعوامَكِ العشرةَ لم تُتمّي
كثير مما يستشهد في هذا المجال ليس إلا مشطور الرجز والرجز في الجاهلية مشطور الرجز. ومن ذلك الذي كتب على هيئة القصائد بعد الجاهلية الكثير كقول البهاء زهير :
وَلَيلَةٍ ما مِثلُها قَطّ عُهِدْ ..... مِثلَ حَشى العاشِقِ باتَت تَتَّقِدْ
طَلَبتُ فيها مُؤنِساً فَلَم أَجِد .... بِتُّ أُقاسيها وَحيداً مُنفَرِد
طالَت فَأَمّا صُبحُها فَقَد فُقِد ..... فَتَحبَلُ المَرأَةُ فيها وَتَلِد
والصواب أن تكتب هكذا
وَلَيلَةٍ ما مِثلُها قَطّ عُهِدْ
مِثلَ حَشى العاشِقِ باتَت تَتَّقِدْ
طَلَبتُ فيها مُؤنِساً فَلَم أَجِد
بِتُّ أُقاسيها وَحيداً مُنفَرِد
طالَت فَأَمّا صُبحُها فَقَد فُقِد
فَتَحبَلُ المَرأَةُ فيها وَتَلِد
وليس حجة على جواز ذلك قول عمر بهاء الدين الأميري :
يا بدرُ هل شهدْتَ أهلَ بدْرِ = تحفّهمْ ملائكُ الرحمنِ
في موكبٍ من السّنا والطهْرِ = قلوبهمْ تُشرِقُ بالإيمانِ
يستبِقونَ الموتَ دونَ صبْرِ = لينشقوا منْ أرَجِ الجِنانِ
فهذا من التصريع المزدوج كما ورد في الرابط :
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tasree
كثر هذا الوزن في العصر الحديث
ومن ذلك مما في الرابط أعلاه :
في ديوان أبي سلمى (279):
ناشِرةَ الربيعِ في المصيفِ = الشوقُ في إثْرِ الخطى فطوفي
أطيابُهُ على الدروبِ نشوى = منْ عبَثِ النسيمِ بالنّصيفِ
وللقرشي (2/408)
يا أنتِ إنّي متعَبٌ جريحٌ = مكبّلٌ بقيْدِ أمنياتي
فهل تعيدينَ الصِّبا فإنّي = أراكِ فرحةَ الهوى المُواتي
ولعلي دمّر (498):
كأنها تسكنُ في الغيومِ = كأنها تعيش في النجومِ
كأنّ (أبها) عالَمٌ غريبٌ = فوقَ مدار الأرضِ والسديم
صافحَها الزمانُ من جديدٍ = من بعد ما ضاعت من القديم
ولفؤاد الخشن (معبد الشوق 117):
يا ثغرها المكمَّمَ الذبيحا = يا برعماً يضِنُّ أنْ يبوحا
فجّرْتَ نبعَ الشعْرِ في عروقي = وللذرى جنّحْتني طموحا
ومن القديم ما جاء على مجزوء الرجز قول مطيع بن إياس
إكليها ألوانُ ... ووجهها فتّانُ
وخالها فريدٌ ...ليس له جيران
3 3 3 2 .....2 1 3 4 2
إذا مشت تثنّت ....كأنها ثعبان
وقياسا عليها هذا الأبيات
من جوهرٍ إكليها ألوانُ ... وشعرها ووجهها فتّانُ
كذاك إنّ خالها فريدٌ ...مستفردٌ ليس له جيران
3 3 3 3 3 2 ..... 4 3 2 1 3 4 2
فلو ترى إذا مشت تثنّت ....تحسبها كأنها ثعبان
طرحت الموضوع من وجهات النظر والزوايا التي خطرت لي ، ويبقى لكل أديب أن يستخلص الحكم الذي يرتاح له على ضوء ذلك. ولا يعدو ذلك أن يصنف واحدا من اثنين :
أ- أنه شعر - شذ عن حكم العروض كالمخلع وما وافقه من مجزوء الرجز
ب- أنه موزون وفي هذه الحال يرد السؤال : هل المخلع وما وافقه من مجزوء الرجز لهما ذات الحكم ؟
------------------------------------
وأما الرجز الصافي فهو كما تفضلت الأستاذة نادية أي الذي لا يمكن أن يتفق مع الكامل
وهو الذي ينتهي شطره ب 3 2 = 1 2 2 = 3 2 فذلك لا يرد في الكامل لأن السبب الأول من 2 2 2 فيه لا يزاحف.
معظم قضايا العروض العربي تدور حول خصائص الرقم 6 بمسميات متعددة . من فهم الرابط أحد الرابطين التاليين فقد ألم بها جميعا.
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/moomen-1
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/rewayah
يرعاكم الله.
المفضلات