النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: علاقة الوزن بالغرض الشعري

  1. #1
    زائر

    علاقة الوزن بالغرض الشعري

    جاء في كتاب عروض الشعر العربي لـ د. غازي مختار طليمات
    تحت عنوان ربط الأغراض بالأوزان ما يلي :

    من الدارسين من حاول ربط الغرض بالوزن , فرأى أن لكل بحر إيقاعاً يصلح لغرض من الأغراض. فحازم القرطاجني من المتقدمين قال : " ولمّا كانت أغراض الشعر شتى , وكان منها ما يقصد به الجد والرصانة, وما يقصد به الهزل والرشاقة, ومنها ما يقصد به البهاء والتفخيم , وما يقصد به الصغار والتحقير وجب أن تحاكي تلك المقاصد بما يناسبها من الأوزان"

    وذهب سليمان البستاني في العصر الحديث هذا المذهب, لكن آراءه ظلت تحوم في أفق الإحتمال, ولم يرق بها من التخمين إلى اليقين .
    وتبنى الدكتور عبد الله المجذوب المذهب نفسه , فقال : " اختلاف أوزان البحور نفسه معناه أن أغراضاً مختلفة دعت إلى ذلك , وإلا فقد أغنى بحر واحد ووزن واحد".

    ولم يتقبل الدكتور شكري محمد عيّاد هذا الرأي, ورمى أصحابه بادعاء فكرة لا تستند إلى مسوغات معقولة أو أدلة مقبولة, فقال : " إن صاحب المرشد(1) لا يستند في تمييزه بين الخصائص المعنوية للأوزان العربية إلى أي أساس موضوعي"

    ومهما يكن حظ هذه النظرة من الصواب , فإنها تراود فكرة , وتحاول أن تجد لها الأدلة الكافية , وتمنح النغم دلالة نفسية, وليس هذا الأمر بزهيد.
    إنها تحوط التجربة النفسية بإطار فني من الموسيقا كما يستعين المشتغلون بأفلام السينما آلات العزف العنيفة واللطيفة , فيفجرون الضربات الصاخبة من الطبول والصنوج في الملاحم والمغازي, ويرسلون اللحون اللينة من الناي والكمان في معرض الشجن والخشوع". اهـ


    ونحن لا يمكن أن ننفي وقوع مثل هذا الترابط بين الوزن وغرض الشاعر كما أننا لا يمكن لنا إثباته وإلا لما وجدنا قصائد استخدم فيها الشعراء أوزاناً قد لا تصلح لموضوعها كما في قصيدة أتته الخلافة لأبي العتاهية والتي استخدم فيها بحر المتقارب وهو بحر يعطي انطباعاً بعيداً عن الجديّة اللازمة لمدح الخليفة ولكنه استطاع الوصول إلى غايته حتى أن شاعراً كبيراً كبشار بن برد قال: "وقد اهتز طرباً: ويحك يا أخا سليم! أترى الخليفة لم يطر عن فرشه طرباً لما يأتي به هذا الكوفي؟"

    وهناك أمر آخر خطر لبالي ترددت هل أعرضه على أساتذتي الكرام أم لا, ولكنني قلت في نفسي سأعرضه وسيتفضّل أساتذتي بالتصحيح لي إن أخطأت :

    الموضوع خطر لبالي بعد قراءتي لنظم الشهاب لأوزان البحور الستة عشر فقد استخدم آيات من القرآن للدلالة على هذه الأوزان فالطويل مثلاً قال فيه :

    أطال عذولي فيك كفرانه الهوى............وآمنت يا ذا الظبي فأنس ولا تنفر
    فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن.................." فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"

    وكذلك في المديد :
    يا مديد الهجر هل من كتب ...........فيه آيات الشفا للسقيم
    فاعلاتن فاعلن فاعلاتن ........." تلك آيات الكتاب الحكيم"

    أما ما علاقة هذا بما سبق فهو ما خطر ببالي , وهو هل نستطيع الإستدلال على علاقة الوزن بالغرض من خلال القرآن الكريم؟ , كتاب الله ليس كتاب شعر, بل هو ذكر وهدى هذا مؤكد, ولكننا لو أخذنا مثلاً قوله تعالى : " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف:29)

    لوجدنا أن موضوع الآية هو وصف لعذاب النار أجارنا الله منها وكان الوزن من الطويل والمتقارب وشتان بين البحرين , في الموسيقى والاستخدام , وهذا يرجح عندي الرأي القائل أن لا علاقة بين الوزن والغرض الشعري
    طبعاً هذا الكلام يحتاج إلى بحث وتدقيق ولا يمكننا الجزم به في هذه العجالة.



    (1) ـ يقصد به كتاب الدكتور عبد الله الطيب " المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها"

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    578
    الأستاذة رغداء لا تأتي إلا بكل نافع ومفيد

    أراني أميل لرأيك بأنه لاعلاقة بين الوزن والغرض الشعري
    وكما تقولين أن هذا يحتاج إلى بحث وتدقيق ولا يمكننا الجزم به

    مع أن شرطا من شروط جودة القصيدة يقول
    (إلتحام أجزاء النظم والتئامها على تخيّر من لذيذ الوزن )

    وهذا يعيدنا للسؤال

    لذلك ربما تكون المسألة نسبية وتعتمد على الشاعر المتمكن الذي يستطيع ببيانه ولغته
    تحويل وزن يلائم غرضا ما إلى غرض آخر
    فكأن المسألة تعتمد على اللغة وتراكيبها أقول هذا ولا أجزم به كما قالت الأستاذة
    وإنما هو خاطر خطر لي حول موضوعنا فكتبته .

    تحياتي
    التعديل الأخير تم بواسطة (الصمصام) ; 06-22-2005 الساعة 05:54 AM
    ===============
    الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
    ===============


    إنْ عـُــلـّبَ المــجـْــدُ في صفـراءَ قـدْ بليتْ
    غــــدًا ســنـلـبســهُ ثـوبـًا مِـــنَ الذهـــــبِ

    إنـّي لأنـظـرُ للأيـّام أرقــــــــــــــــــبـهـَــا
    فألمــح اليـسـْــــرَ يأتي مـنْ لظـى الكـُـرَبِ


    مــــــــدونـتـي
    http://mooooo555.maktoobblog.com/

  3. #3
    زائر
    الأخت الأستاذة رغداء زيدان

    أثني على ثناء أخي الصمصام، دمت أهلا لكل فضل.

    لو جاز لي أن أعبر عن رأيي رقميا لقلت ربما في 80% من الحالات يكون البحر عاما لكل الأعراض كما في المعلقات، ولربما في 20% منها يكون للبحر علاقة بغلبة غرض من الأغراض، فمعظم الشعر العربي بكافة أغراضه يأتي على البحور القومية - التسمية للدكتور إبراهيم أنيس - الطويل ، البسيط، الكامل ، الوافر. وربما كثرت على البحور القصيرة كالمضارع والمجتث والمقتضب أغراض بذاتها كالغزل والعتاب والأمر بحاجة إلى استقصاء لتقدير مدى صحة انطباعي هذا.

    http://www.geocities.com/khashan_kh/45-qaloo.html

    [web]http://www.geocities.com/khashan_kh/45-qaloo.html[/web]

  4. #4
    زائر
    السلام عليكم

    لك تحياتي أستاذ الصمصام وشكراً لك على لطفك وحسن خلقك

    أستاذي العزيز خشان لك جزيل الشكر أولا وآخراً

    وأتمنى أن نقوم بعرض بعض القصائد أو الأبيات لنحاول دراسة علاقة الوزن بالغرض الشعري ومدى صحة هذا الأمر

  5. #5
    زائر
    إضافة لما تقدم

    ونحن لا يمكن أن ننفي وقوع مثل هذا الترابط بين الوزن وغرض الشاعر كما أننا لا يمكن لنا إثباته وإلا لما وجدنا قصائد استخدم فيها الشعراء أوزاناً قد لا تصلح لموضوعها كما في قصيدة أتته الخلافة لأبي العتاهية والتي استخدم فيها بحر المتقارب وهو بحر يعطي انطباعاً بعيداً عن الجديّة اللازمة لمدح الخليفة ولكنه استطاع الوصول إلى غايته حتى أن شاعراً كبيراً كبشار بن برد قال: "وقد اهتز طرباً: ويحك يا أخا سليم! أترى الخليفة لم يطر عن فرشه طرباً لما يأتي به هذا الكوفي؟"
    وتذكر في هذا الصدد القصائد الثلاث التالية وكلها على المتقارب،

    ولا يخلو التأمل في الروي في كل منها من فائدة

    1- لعلي محمود طه:

    أخي جاوز الظالمون المدى ..........فحق الجهاد وحق الفدى


    2- لعبد الرحيم محمود:

    سأحمل روحي على راحتي ..........وألقي بها في مهاوي الردى


    3- لهارون هاشم رشيد


    سنرجع يوما إلى حينا .............ونغرق في دافئات المنى

  6. #6
    زائر
    الأستاذة / رغداء
    الأستاذ / الصمصام
    الأستاذ / خشان

    في الدراسات العلمية لا يمكننا الحكم على أي فرضية إلا بعد التحقق من صحتها ، ولعلّ الـ ( 20% ) التي ذكرها الأستاذ خشان تستحق التحقق ؛ وإن كان لي من اقتراح في هذا المجال فهو البحث في المجموعات الشعرية للنظر في العلاقة بين الموسيقى( بأبعادها ) وموضوع القصيدة ، أو علاقتها بالحالة النفسية للشاعر .

    ولو نظرنا إلى هذا الموضوع من زاوية موسيقى الشعر ودلالتها الشعرية ؛ لأنّ موسيقى الشعر –في النقد الأدبي الحديث تعني رؤوس المثلث المتساوي الأبعاد ( الإيقاع + الوزن + القافية ) وأبدأ بمحاولة تلخيص رأي القدماء في هذه القضية الشائكة :-
    فهذا التصور لموسيقى الشعر بالمكونات الثلاثة لم يكن بعيدا عمّا ذكره أسلافنا ، يقول ابن سينا في كتاب الشفاء : " ونقول نحن أولا : أن الشعر هو كلام مخيّل ، مؤلّف من أقوال موزونة متساوية ، وعند العرب مقفاة . ومعنى كونها موزونة أن يكون لها عدد إيقاعي ، ومعنى كونها متساوية هو أن يكون كلّّّ قول منها مؤلفا من من أقوال إيقاعية ، فإن عدد زمانه مساو لعدد زمان الآخر . ومعنى كونها مقفاة هو أن يكون الحرف الذي يُختم به كل قول منها واحدا "

    والوزن جزء من المحتوى الشعوري والفكري للقصيدة ذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد ج3 ص177 " وزعمت الفلاسفة أن للنغم فضل بقي من المنطق لم يقدر اللسان على استخراجه فاستخرجته الطبيعة بالألحان على الترجيع لا التقطيع ، فلما ظهر عشقته النفس ، وحنّ إليه الروح ؛ ولذلك قال أفلاطون : لا ينبغي أن نمنع النّفس من معاشقة بعضها بعضا إلا ترى أن أهل الصناعات كلها إذا خافوا الملالة والفتور ترنموا بالألحان "


    وقد نسب الدكتور عز الدين إسماعيل في كتابه التفسير النفسي للأدب ص 58 إلى الخليل أنه لاحظ أن بعض الأوزان الشعرية أخص من بعض ببعض الأغراض ؛ حيث ذكر أن بعض الأوزان " يتفق وحالة الحزن ، وبعضها يتفق وحالة البهجة ، وما إلى ذلك من أحوال نفسية . وعلى هذا فالشاعر حين يعبر عن نفسه من خلال الوزن المعين ، إنما يختار لنفسه أكثر الأشكال الطبيعية تناسبا مع حالته الشعرية ، وعندئذ يمكن أن يقال : أن الوزن ، رغم أنه صورة مجردة ، يحمل دلالة شعورية عامة مبهمة ، ويترك للكلمات بعد ذلك تحديد هذه الدلالة " ولا أعرف أن كانت هذه الفكرة صحيحة النسبة للخليل أو لا . فلو سلمنا بصحتها فهي لا تعدو أن تكون ملاحظة تحتاج إلى الدراسة والبحث ، وجمع أكبر عدد من القصائد التي نظمت على كل بحر من أبحر الشعر المعروفة لتلمس وشائج القربى بينها وبين الغرض الشعري ، أو جمع القصائد التي نظمت في موضوع واحد ويبحث من خلالها عن وحدة الوزن والبحر والقافية . أو حتى معرفة العلاقة النفسية بين تلك المجموعات الشعرية .
    وإذا كان شعراء اليونان قد خصوا كل غرض شعري بوزن خاص به لا يغادره كما ذكر الفارابي وابن سينا _ وكلاهما له علاقة بكتاب أرسطو في الشعر ، فالأول ترجمه ، والثاني لخصه ) يقول الفارابي : " إن جل الشعراء في الأمم الماضية والحاضرة الذين بلغنا أخبارهم خلطوا أوزان أشعارهم بأحوالها ، ولم يرتبوا لكل نوع من أنواع المعاني الشعرية وزنا معلوما إلا اليونان فقط . فإنهم جعلوا لكل نوع من أنواع الشعر نوعا من أنواع الوزن "

    فإذا كان هذا رأي بعض المتأخرين فإننا نجد كثيرا من الدراسات الحديثة التي تحتاج لبعض التطبيقات عل الشعر العربي لمعرفة مدى صحتها ، واستكمالا لما ذكره الأستاذ خشان من آراء تؤيد نظرية العلاقة بين الموسيقى ( بأبعادها ) نعرض لرأي سليمان البستاني والذي جاء ذكره من المؤيدين لصحة هذه الفرضية عند حديث الأستاذة / رغداء زيدان ، يقول في مقدمة ترجمة إلياذة هوميروس ص 35 عن الشعر العربي : " فالطويل بحر خضم يستوعب مالا يستوعب غيره من المعاني ، ويتسع للفخر والحماسة والتشابيه والاستعارات ، وسرد الحوادث ، وتدوين الأخبار .. خذ مثالا معلقات امرئ القيس ، وزهير ، وطرفة ، ولامية الشنفرى ، وقصيدة عبد يغوث الحارثي .. والبسيط يقرب من الطويل ، ولكنه لا يتسع مثله لاستيعاب المعاني ، ولا يلين لينه للتصرف بالتراكيب والألفاظ مع تساوي أجزاء البحرين . وهو من وجه آخر يفوقه رقة وجزالة .. والكامل أتم الأبحر السباعية ، وقد أحسنوا بتسميته كاملا ؛ لأنه يصلح لكل نوع من أنواع الشعر ، ولهذا كان كثيرا في كلام المتقدمين والمتأخرين ، وهو أجود في الخبر منه في الإنشاء ، وأقرب إلى الشدة منه إلى الرقة ، ومنه معلقتا عنترة ولبيد .. وإذا دخله الخَذَذ ، وجاد نظمه بات مطربا مرقصا ، وكانت به نبرة تهيج العاطفة كقولهم :

    يا دميــــة نُصِبتْ لمعتكف *** بل ظبيــة أوفتْ على شَرَفِ
    بــل دُرّة زهراء ما سكنت *** بحرًا ولا اكتنفت وَرَا صَدَفِ
    والوافر ألين البحور ، يشتد إذا شدته ، ويرق إذا رقّقته ، وأكثر ما يجود به النظم في الفخر كمعلقة عمرو بن كلثوم ، وفيه تجود المراثي ، ومنها كثير في شعر المتقدمين والمتأخرين ... والخفيف أخف البحور على الطبع ، وأطلاها للسمع ، يشبه الوافر لينا ، ولكنه أكثر سهولة ، وأقرب انسجاما . وإذا جاد نظمه رأيته سهلا ممتنعا ؛ لقرب الكلام المنظوم فيه من القول المنثور ، وليس في جميع بحور الشعر بحر نظيره ، ويصح للتصرف بجميع المعاني ، ومنه معلقة الحارث بن حلزة اليشكري . والرمل بحر الرقة فيجود نظمه في الأحزان والأفراح والزهريات ؛ ولذا لعب به الأندلسيون كل ملعب ، وأخرجوا منه ضروب الموشحات ، وهو غير كثير في الشعر الجاهلي ، وأكثره في مثل ما تقدم ، ومع هذا فلعنترة فيه شئ في الحماسة ، وللحارث اليشكري قصيدة وصفية أخبارية ... والسريع بحر يتدفق سلالة وعذوبة ، يحسن فيه الوصف وتمثيل العواطف ، ومع هذا فهو قليل جدا في الشعر الجاهلي ... والمتقارب بحر فيه رنة ونغمة مطربة على شدة مأنوسة ، وهو أصلح للعنف منه للرفق ... والمحدث أو متدارك الأخفش بحر أصابوا بتسميته الخبب ، تشبيها له بخبب الخيل ، فهو لا يصلح
    إلا لنكتة ، أو نغمة ، أو ما أشبه وصف زحف جيش ، أو وقع مطر ، أو سلاح ... والرجز ، ويسمونه حمار الشعر ، بحر كان أولى بهم أن يسموه عالِمَ الشعر ... ولسهولة نظمه ، وقع عليه اختيار جميع العلماء الذين نظموا المتون العلمية "

  7. #7
    زائر
    السلام عليكم

    أشكرك أستاذ نواف على إضافتك القيّمة
    وكما قلت في الدراسات العلمية لا يمكننا الحكم على أي فرضية إلا بعد التحقق من صحتها , وهنا لا يمكننا الحكم على صحة نظريتنا إلا كما اقترحت حضرتك وذلك من خلال البحث في المجموعات الشعرية للنظر في العلاقة بين الموسيقى( بأبعادها ) وموضوع القصيدة ، أو علاقتها بالحالة النفسية للشاعر .
    وأعتقد أن هناك عوامل عدة تؤثر في القصيدة وتظهر من خلالها نفسية الشاعر بصورة أوضح من اختيار بحر القصيدة كاختيار الشاعر للقافية , ولكلمات البيت التي يرسم فيها الشاعر الصور المعبرة عن حالته النفسية والشعورية .
    ومازلت أذكر قصيدة البحتري في وصف إيوان كسرى , تلك القصيدة التي درسناها عندما كنا في المرحلة الثانوية والتي يقول مطلعها :
    صُنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي.............. وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
    فكنت إذا قرأت القصيدة أشاع حرف السين فيها في نفسي كثيراً من الشجون وجعل خيالي يرسم صورة السكون الذي يخيم على هذا الإيوان الخالي فإذا ما قال البحتري :
    عُمِّرَت لِلسُرورِ دَهراً فَصارَت.......... لِلتَعَزّي رِباعُهُم وَالتَأَسّي
    رأيت الدموع وقد انسابت على الخدين في صمت مهيب , تأثراً بالصورة التي رسمها البحتري من خلال ألفاظه وقافية قصيدته والبحر الخفيف السلسل الذي اختاره لهذه التحفة .

    وهنا أقترح اختيار قصائد , ولنحاول دراسة وزنها وقافيتها وحشوها علّنا نرجح رأياً على آخر ونصل لنتيجة ترضينا , فإن لم يكن تمام الرضى فليكن الميل إلى جهة من الجهتين

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط