اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
هذا مقطع قد نرجع إليه على ضوء منهجك أستاذي الكريم

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الصفحة 21 من هندسة العروض – للدكتور محمد الكرباسي

https://books.google.com.sa/books?id...%d9%8a&f=false

السلام عليكم أستاذي الكريم

معذرة أستاذي الكريم ليس لمنهجي أي علاقة بهذا (الهراء) وسامحني في اللفظ

وقد شخصت موطن الداء ومصدره , لكن تقديسكم للخليل ودوائره ,

وتمسككم بكل ما جاء فيها مما يسمى بـ (أصل الوزن ) وبما يسمى بـ (البحور المهملة) على خلاف ما استخدمه العرب هو ما أدى لهذا (الهراء) ,

وقد ذكرت في المقدمة أن (الفيروس) الذي أصاب دائرة المشتبه المسمى بـ (الوتد المفروق) هو مصدر هذا الوباء الفكري ؛

وأذكركم بما قلته في هذا الصدد صفحة (25 ,26, 27 ,28 ) من كتابنا فقه العروض :

*********************************

دائرة الوتد المفروق أفسدت علم العروض :

نذكر صيغ البحور التسعة (الستة المستعملة ثم الثلاث المهملة) التي استخرجها الخليل من دائرة المشتبه , ونلقي الضوء على أهم ما ساهمت به تلك الدائرة في تعقيد علم العروض :

(1) مستفعلن مستفعلن مفعولات (السريع)

(2) مستفعلن مفعولات مستفعلن (المنسرح)

(3) مفعولات مستفعلن مستفعلن ( المقتضب )

(4) فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن (الخفيف)

(5) مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن ( المجتث )

(6) مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن ( المضارع )

(7) مفاعيلن مفاعيلن فاع لاتن (المنسرد)

(8) فاع لاتن مفاعيلن مفاعيلن (المطرد)

(9) فاعلاتن فاعلاتن مستفع لن (المتئد)


دائرة المشتبه - والتي أساسها الوتد المفروق - ساهمت وحدها بثلاث بحور مهملة (المنسرد والمطرد والمتئد) , من أصل سبعة استخرجها الخليل من دوائره , كما ساهمت أيضا بثلاث بحور مستعملة من أصل خمسة يقول عنها الخليل أنها لم تستعمل إلا مجزوءة , وهي (المقتضب والمجتث والمضارع) ؛


لكن أكبر المشكلات التي ساهمت بها دائرة المشتبه هي ترسيخها لمفهوم (البحور المركبة) :
فإن كانت دائرة المختلف قد أسست لمفهوم البحور المركبة بين التفاعيل السباعية والخماسية , فإن دائرة المشتبه هي من رسخت لفكرة تركيب البحور بشكل مطلق , وذلك بتركيب البحور بين التفاعيل السباعية ؛

ففتحت الباب على مصراعيه أمام بعض العروضيين لتوليد ما يسمى بالبحور الجديدة , باستخدام كل احتمالات التركيب بين التفاعيل , حتى وصلت حد الهوس , فيدعي البعض أن عدد البحور يعد بالمئات وربما الآلاف , ولديهم منطق سليم في القياس على بحور الخليل المستعمل منها والمهمل(1) .

وإليك جانبا من طريقتهم في القياس المنطقي على بحور الخليل

يقولون إذا كان وزن الرجز هو : مستفعلن مستفعلن مستفعلن
والأوزان الأصلية المستخرجة من دائرة المشتبه للبحور الثلاث (المقتضب , والمنسرح , والسريع) هي :
(1) مفعولات مستفعلن مستفعلن ( المقتضب )
(2) مستفعلن مفعولات مستفعلن (المنسرح)
(3) مستفعلن مستفعلن مفعولات (السريع)

فيبدو بوضوح أن استبدال واحدة من تفعيلات البحر الرجز الثلاث بـ مفعولات يعطينا بحرا جديدا في كل مرة , فاستبدال التفعيلة الأولى يعطينا البحر المقتضب , واستبدال التفعيلة الثانية يعطينا البحر المنسرح , واستبدال التفعيلة الثالثة يعطينا البحر السريع , والبحور الثلاث مستعملة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هو قياس وإن كان صحيحا في منطقه , لكنه قياس على قواعد خاطئة ,
فيعطنا نتائج خاطئة , وسيظهر ذلك جليا عندما نكتشف القواعد الصحيحة الحاكمة لموسيقى الشعرالعربي.

*****

ويقولون أيضا : إذا كان وزن البحر الرمل عند الخليل هو :
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
والأوزان الأصلية المستخرجة من دائرة المشتبه للبحور الثلاث (المجتث , الخفيف , والمتئد) هي :
(1) مستفع لن فـاعـلاتـن فـاعـلاتـن ( المجتث )
(2) فـاعـلاتـن مستفع لن فـاعـلاتـن (الخفيف)
(3) فـاعـلاتـن فـاعـلاتـن مستفع لن (المتئد)

يبدو بوضوح أن استبدال إحدى تفعيلات البحر الرمل الثلاث بـ مستفع لن يعطينا بحرا جديدا في كل مرة , فاستبدال التفعيلة الأولى يعطينا البحر المجتث , واستبدال التفعيلة الثانية يعطينا البحر الخفيف , واستبدال التفعيلة الثالثة يعطينا البحر المتئد , والبحران المجتث والخفيف مستعملان والمتئد عند الخليل بحر وإن وصفه بالمهمل .

وللمرة الثالثة إذا كان وزن البحر الهزج عند الخليل هو :
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
والأوزان الأصلية المستخرجة من دائرة المشتبه للبحور الثلاث (المطرد , المنسرد , والمضارع) عند الخليل هي :
(1) فاع لاتن مفاعيلن مفاعيلن (المطرد) بحر مهمل
(2) مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن ( المضارع )
(3) مفاعيلن مفاعيلن فاع لاتن (المنسرد) بحر مهمل

للمرة الثالثة يبدو بوضوح أن استبدال إحدي تفعيلات البحر الهزج بـ فاع لاتن يعطينا بحرا جديدا في كل مرة , فاستبدال الأولى يعطينا المطرد , واستبدال الثانية يعطينا المضارع , واستبدال الثالثة يعطينا المنسرد , والمضارع بحر مستعمل عند الخليل , والمطرد والمنسرد عند الخليل بحران لكنهما مهملان .
هذا المنطق البسيط في تحليل أوزان البحور السابقة دفعت عددا من العروضيين إلى الاعتقاد أنه بالإمكان توليد بحور جديدة من البحور القديمة باستبدال تفعيلة من أي بحر قديم بإحدى التفاعيل العشرة ؛ متمسكين بالقياس الصحيح على بحور الخليل ؛

بل وهناك من العروضيين من يعتقد أن بالإمكان تركيب البحور من كل احتمالات التباديل والتوافيق بين التفاعيل العشر , دون التقيد بتفعيلتين مختلفتين فقط , ودون التقيد أيضا بعدد ست تفعيلات في الوزن , فيزيدون العدد لثمان تفعيلات قياسا على البحور ثمانية التفاعيل سواء المركبة كالطويل والبسيط , أو البسيطة كالمتقارب والمتدارك , ولنا أن نتخيل عدد البحور التي تنتج من هذا القياس , وليس من الصعب على أي عروضي شاعر أن ينظم عدة أبيات على كل وزن يراه ممكنا , ليبرهن على صحة ما يزعم .

وانقسم علماء العروض في كل العصور إلى واحد من ثلاث :
أولهم : متعصب لبحور الخليل البسيطة منها والمركبة , لا يقبل
إلا ما جاء منها في دوائر الخليل سواء كانت مستعملة
أو مهملة , دون زيادة عليها أو نقصان منها ؛

وثانيهم : من يقبل على استحياء بعض الأوزان الجديدة ويسميها
المستدركات ؛
وثالثهم : متحرر من دوائر الخليل وبحوره لا يقبل قيدا أو شرطا
في توليد البحور الجديدة .

حتى أن عالما كبيرا مثل السكاكي يقول:

( علم العروض نوع إذا أنت رددته إلى الاختصار احتمله , وإذا
أنت حاولت الإطناب فيه امتد وكاد ألا يقف عند غاية , لقبوله
من التصريف فيه نقصانا وزيادة ما شاء الطبع المستقيم ) .

********************************




ولن يستطيع أي عروضي مهما كان عبقريا أن يقنع مثل هؤلاء أو يردهم عن (غيهم العروضي) ما دام متمسكا بالدوائر المنافية للمنطق والمنكرة لأصل الوزن كما استخدمه العرب ؛

ومن مظاهر اللا منطق في الدوائر العروضية هو (اعتبار المجتث بحرا) وقد قلت : أن الخليل قد جعل الدوائر فوق المنطق ( صفحة 103 , 104 ) من كتابنا (فقه العروض )

*********************


إذا قارنا وزن المجتث التام بوزن البسيط التام كما استخرجهما الخليل من دوائره :

مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن
2 2 3 2 3 2 2 3 2 المجتث
2 2 3 2 3 2 2 3 2 3 البسيط
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن

سنجد أن وزن المجتث هو نفس وزن البسيط الأحذ (محذوف من آخره وتد مجموع 3 ) , وليس هناك أي فارق بين مستفع لن مفروقة الوتد ومستفعلن مجموعة الوتد إلا في التنظير الخليلي(1).

ويقول الخليل أن المجتث لم يستخدم إلا مجزوءا , كما صنف تحت البسيط عددا من الأوزان تحت اسم مجزوء البسيط , والآن لنجمع الأوزان التامة والمجزوءة للمجتث والبسيط ونقارنها جميعا :

2 2 3 2 3 2 2 3 2 3 البسيط التام
2 2 3 2 3 2 2 3 2 المجتث
2 2 3 2 3 2 2 3 مجزوء البسيط
2 2 3 2 3 2 2 2 مجزوء البسيط المقطوع
2 2 3 2 3 2 مجزوء المجتث

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ما يذكره الخليل عن مستفع لن مفروقة الوتد من أن الطي لا يدخلها ويدخلها الكف بالإضافة للخبن ليس له أساس في الواقع الشعري , فهو نتيجة للقياس والتعميم على أجزاء التفاعيل من الأسباب والأوتاد , فالواقع الشعري تأتي فيه مستفع لن مخبونة وهو كثير ومطوية لكن بصورة أقل , ولا تأتي مكفوفة إلا في النادر حد الانعدام مع اضطراب في الموسيقى .

********

من الواضح أن الخليل قد جعل الدوائر فوق المنطق :

فكيف يصنف الخليل وزن المجتث التام كبحر مستقل وهو لا ينقص عن البسيط التام غير وتد مجموع حذف من آخره ؟!

في حين أنه قد صنف الكامل الأحذ تحت البحر الكامل ولا فرق بين الكامل الأحذ والتام غير حذف الوتد المجموع من آخره !

وكيف إذا حذف من وزن المجتث التام سبب خفيف يعود مرة أخرى فيصنفه كمجزوء للبسيط ؟!

ثم عندما يحذف من مجزوء البسيط المقطوع سببان يعود مرة أخرى فيصنفه تحت مجزوء المجتث ؟!

في حين أن المتقارب التام والتام المحذوف ومجزوء المتقارب السالم ومجزوء المتقارب المحذوف قد صنفها جميعا تحت بحر واحد !


وفعل الأمر نفسه في الخفيف التام والتام المحذوف ومجزوء الخفيف ومجزوء الخفيف المقطوع المخبون (العروض الرابعة للخفيف التي ذكرها الأخفش ) فقد صنفها جميعا تحت بحر واحد !.

فكان أولى بالخليل أن يصنف المجتث التام ومجزوء المجتث تحت البسيط , وإذ لم يفعل الخليل فلنفعل نحن ما يتفق مع منطق التصنيف والتقسيم .

ومجزوء المجتث يمثل التتابع المكون من الثماني حركات الأصلية الأولى من البسيط , لكنه وزن غير مثالي فهو لا يتبع التكرار الثنائي كما لا يتبع الانعكاس الموسيقي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإذا التزم الشاعر فلم يزاحف فاعلاتن بالخبن يمكن تقسيم الوزن إلى مستفعلاتن فعولن , ليصبح شقيق الوزن مستفعلاتن فاعلن ومستفعلاتن فعلن (أشباه المقتضبات).


***********************


ومثله في اللا منطق تصنيف المقتضب كبحر مركب وقد ذكرنا تفصيلة وأمثلته من صفحة 85 حتى صفحة 102 في تسلسل بسيط دون تعقيد (لن يأخذ من أستاذ في العروض أكثر من نصف ساعة) وفيه حل لكثير مما تناوله العروضيون قديما وحديثا على أنه أوزان جديدة

أما المضارع فذكرناه في أرع صفحات من صفحة 105 إلى صفحة 108

من أراد أن يحمي العروض من هذا الهوس الفكري المسمى بالبحور الجديدة فعليه أن يتطهر أولا من كل فرض نظري يخالف الواقع الشعري , وإلا فما دام يرضى فكرة البحور المهملة وفكرة أصل البحر في الدائرة فلا يلوم غيره

دمت سيدي الكريم في خير وسعادة