أخي الكريم أحمد
لا فض فوك. أنت بهذا تقوم عن الجميع بواجب تكريم الأستاذة التي أعتبرها رائدة في تطبيق الرقمي على النبطي.
أتفق معك أخي الكريم في تكريمها .. فهي تستحق دون شك
ولكن ينقصها الكثير حتى تكون ناقدة بحق .. ورجائي عليها
أن تفرق بين من ينتقدها لكي تستفيد هي .. وبين من
ينتقدها لكي يعبيها لا سمح الله .. وقد كنت مرارا وتكرارا
تعرضت لقصائدها بنقد موضوعي ويعلم الله أنني لا أرجي
منه إلا الفائدة والنصح لها فقط .. ولكن لا حياة لمن
تنادي .. فلعك تنصحها استاذي الكريم ..
بأن تكون مطيعة لمن يقدم لها النصح والفائدة
وهي ليست أفضل من العماء دون شك
فالعالم حين يجد أنه على خطئ ما في مسئلة ما
فهو يتراجع فورا .. ولا يكابر ..!!
أرجو أن تتابع ما أنشره في موضوع ( الشعر النبطي - ذائقة الشعب وسلطة النص ) وليتك تقتني الكتاب
للإجابة على السؤال الذي سبق ووجهته للأستاذة وهو :
أعدك بهذا أستاذي الكريم انشاء الله .. ولكن أنا أقيم في المدينة وعندنا
مثل هذه الكتب أحيانا تكون نادرة الوجود فلقد بحثت عن كتاب الشعر النبطي
في منطقة الخليج للدكتور غسان الحسن ولم اجده للاسف
هل اللهجة التي تنظم بها على هذا البحر هي ذات اللهجة التي تنظم بها على بقية البحور النبطية ( المسحوب مثلا )؟ ألا تتغير لديك طريقة لفظ المفردات بتحريك حرف أو تسكين حرف ليتطابق مع هذا الوزن ؟
هنا أستاذي سوف إجيبك من جهتين ..
الجهة الأولى بخصوص شعري أنا ..
نعم أنا ألتزم بنطق واحد لجميع القصائد .. حتى لا يأتي قارئي
وينتقد علي مثل هذا الكلام يوما ..
وهذا الشيء من يفعله ( يتلاعب بالالفاظ حسب الوزن )
أنا أعتبره شاعر ضعيف ويتحايل على الشعر ..
وبالتالي يكون عرضة للنقد دوما ..
فمثلا عندك كلمة ( كلْ لَ ) أنا دائما أكتبها هكذا
وأحيانا أكسر اللام الأخير وذلك حسب الموقف الذي تأتي فيه
وهذا ليس تناقض .. فأهم شيء أن اللام الأخيره تكون متحركة
ولكن عندما أكتبها مرة متحركة ومرة ساكنة ....!!
هنا التلاعب الذي يعرضني للإنتقاد ويعيب شعر عموما .
نعم لا بد أن يلتزم الشاعر باللفظ الثابت لكل كلمة في جميع قصائدة
إلا في حالة ظرورة طارئة جدا .. كمثل بعض الكلمات النادر وجودها في القصيدة
أكثر من مرة .. وخصوصا لو كانت كلمة في العروض أو الضرب ( قافية )
مثل كلمة العيون ... أحيانا تنطقها ( العيون ) وأحيانا تنطقها ( ال لعيون )
وكلا النطقين سليم .. ومقبول
أما الجهة الأخرى فهي حول اللهجات
هناك فرق أخي في النطق بين كل منطقة ومنطقة ومدينة ومدينة
داخل القطر او الدولة الواحدة فما بالك على امتداد الوطن العربي الكبير ..
فمثل عندنا في المدينة ينقسم الناس إلى قسمين
أهل حاظرة وأهل بادية .. والجميع أخوة في الله دون شك
ولكن يختلف النطق بينهم برغم أنهم كلهم من أهل المدينة
فمثلا كملة ( منـّك ) هكذا ينطقها أهل الحاظرة ( منْ نَك )
أما أهل البادية فينطقونها هكذا ( مـنْـك ِ ) .. ويلفضونها في
حالت التذكير أو التأنيث ايضا ..
وتكون الكسرة خفيفة ولا تشبع الكاف في النقط مكسورة ..
ولهذا يجب على كل شاعر أن يكتب قصيدته بالحركات
خصوصا في الكلمات التي تختلف في النطق
عن اللهجة النجدية عموما .
وللمساعدة على اإجابة ننقل النص بلهجتة إلى بحر المسحوب لنرى هل هي المعتادة أم طرأ عليها تغيير . ولذلك أجريت ما يلي ، والكلام موجه لك وللأستاذة الشاعرة كما للمهتمين بالنبطي والرقمي.
الخفيف = 2 3 2 3 3 2 3 2
المسحوب = 2 2 3 2 2 3 2 3 2
وننتقل من الخفيف للمسحوب بإجراء التعديلين التاليين على الخفيف
1 – حذف ما هو باللون الرمادي = 2 1 2 2 3 3 2 3 2
2 – إضافة ما هو باللون الزهري = 2 1 2 2 3 2 2 3 2 3 2
الناتج هو 2 2 3 2 2 3 2 3 2 = 4 3 4 3 2 3 2
ِليت لي حظ ْ يجيبها حالا عند ِ بابي
ليت ِ ليلهْ يجود ِالوصل فيها ثوانـي
كلّ همّي عسى مرّهْ تلبّـي جوابـي
(والْتِ) تسعفْ علـى الملقى دروبَ الأمانـي
منْ ز من شفتها ويلي وشلّت صوابي
سارحَنْ في بحَرْ حلمي وْ خيالي مكانـي
ويصبح النص على المسحوب هكذا:
(1-ص) لي حظ ْ يجيبها حالا عند ِ بابي = ( 1-ع )ليلهْ يجود ِالوصل فيها ثوانـي
(2-ص) همّي عسى مرّهْ تلبّـي جوابـي = (2-ع) تسعفْ علـى الملقى دروبَ الأمانـي
(3-ص) من شفتها ويلي وشلّت صوابي = ( 3- ع) حَنْ لا بحَرْ حلمي وْخيالي مكانـي
لا فض فوك .. ( صح لسانك )
النظم كله سليم إلا العجز الأخير ( 3 )
فهو مختل ... وزننا ومعنى .. فماذ تعني ( حن لا بحر ) ...؟
من قد حن لمن ..؟
فإن كان بحر حلمك قد حن لها .. فلا يجدر أن تقول ( لا ) بل قل لها مثلا ..
سوف أحاول التعديل :
طاغي بحر حلمي وْخيالي مكاني ... مثلا ....
لاحظ الفرق .. وهنا أود ان أقول ملاحظة شديدة جدا وحساسة لجميع الشعراء
الذين يتابعون هذا النقاش ..
أنصحكم بعدم الإكتفاء بالنظم على التفاعيل فقط .. ولكن بعد الإنتها من النظم
قم بغناء القصيدة على لحن واحد وكن دقيقا جدا في الحس والغناء
فبعض الأحيان قد تكتشف أن هناك ثقلا في بعض الكلمات برغم إنطباقها
تماما مع التفعيلة .. ولكن هناك كسر خفيف يصعّب عملية الغناء
وقد يكون بسبب وجود حرف عله خفيف في النطق يكاد حتى لا ينطق
أحيانا .. كما اتى في العجز الذي عدلته للأستاذ خشان مثلا ..
......................
على كل حال أنا في أعتقادي أن الشاعر الحقيقي هو من تتوحد
لهجته في جميع قصائدة وجميع البحور ..
ومن يخلاف هذه القاعدة فهو يناقض نفسه دون شك .
ولي الأسئلة التالية على ضوء قراءتي في كتاب ( الشعر النبطي – ذائقة الشعب وسلطة النص)، وهذه الأسئلة يقصد بها الاستفسار حول الارتباط بين الوزن واللهجة، فهل طريقة النطق المستفسر عنها خاصة بهذا البحر أم شائعة في سواه من الشعر النبطي:
في ( 1 –ص ) هل الدارج في النبطي ( لي حظْ =2) أم ( لي حظٍّ =حظ ظن =22 ) ؟
تختلف حسب المنطقة .. والمقام .. فحتى في الشعر الفصيح يستخدم الشاعر
حركات الترنم ( ً ٍ ٌ ) حسب الحاجة ...
والقاعدة في اللفظ لا تشمل حركات الترنم ..
ولعلك لو نطقت ( لي حظـْ يجيبها )
وتنطق هكذا ( لي حظـْـيـجيــ بها )
لم يتوقف معك النطق .. وهنا الوزن سليم
حيث انه لا توقف فيه .. وهذه هي القاعدة .
ولعلك تناسيت ان حرف الظاد هنا حرف غليظ في النطق
لا بد من إخراج اللسان عند نطقه ..
وقد إلتبس علك من قبل حرف القاف أيضا ....
وقد قلت يا استاذي الفاضل لا بد أن تكون ملما بجميع
طرق اللهجات في النطق .. حتى تتمكن من نقد الشعر النبطي ... :)
وهنا سوف يكون نقد الشعر النبطي هو أصعب من نقد
الشعر الفصيح .. وهذه نقطة تحسب لنا نحن نقاد النبطي
نتفوق بها على نقاد الفصيح ;)
وهل وردت كلمة حظْ في النبطي بهذا الشكل ؟
كثيراً .. ولك بعض الأمثال من شعر الراحل الهرم ( ابو بكر حسين المحظار )
سـر حبـي فيـك غـامضْ سـر حبي مـاانـكشـف
............ ايـش لـي خـلاني أعشـق فيـك والعشـقـه تلـف
غنْ صوتَ المحبـة يـا سلـى كـل فـن
....... خلنـا ننطـرب بألحـان جـنـة عــدن
نعم لاحظ حرف الضاد وهو مشابه لحرف الظاد في النطق
ولاحظ حرف النون في كلمة غنْ ...
في (2-ص ) ...مرّهْ = 2 2 أم مرةٍ = مر رتن = 2 3
في ( 2- ع ) ...( ليلهْ = 22 ) هل تأتي هكذا في النبطي أم ( ليلةٍ = 2 3 )
في (3-ع) هل نقول عادة حنْ= 2 أم حنِّ = حنْ نِ = 2 1
أكرر : أعرف أن الوزن هنا لا يستقيم إلا بهذه الطريقة من النطق فهل هذا مألوف في المسحوب والنبطي عامة ؟ أم هو حالة خاصة جئنا بها لتلائم بحر الخفيف المزاحف ؟
لا ليست مفردات زاحفه لكي تناسب بحر الخفيف
وجميع الكلمات التي ذكرتها هي صحيحة النطق ولكن حسب
كل منطقة ولهجتها .. :)
أتمنى أن تزداد إحساسا بأهمية وجمال الرقمي، لتلتحق بالأستاذة وأخي الأستاذ السقاف من رائدا للرقمي في النبطي، وذلك يقتضي حرصك على الإفادة من وجود الأستاذة.
الاستاذة على عيني وراسي ........
وليس الشعر فقط تقطيع رقمي و وزن ...!!
بل هو علم كامل وشامل من كتابة سليمة اولا
ومن اتقان للوزن ثانيا .. ومن بحث وتعلم وتروي
قبل اصدار الاحكام ... :D
ولكن لعلك لا تعلم استاذي الكريم أنني بدئت بتعليم
التقطيع الرقمي في اكثر من منتدى هنا وهناك
وبات الجميع يسمونني بالأستاذ احمد .. الأستاذ احمد
وأنا أقول لهم يا جماعه لا تحرجوني .. :p
و وجدت تجاوبا من بعضهم في تقبل علم الرقمي
ونفورا من البعض الآخر .. ولكن ليس من الرقمي
فمن ينفر من الرقمي ينفر من العروضي ايضا
وهو شخص غير مستعد لبذل الصبر للتعلم
وبالتي ذنه على جنبه ..
وأنا على وعد من أحد أصحاب المواقع الأدبية
بفتح قسم جديد في منتداه لتعليم التقطيع الرقمي
والتقطيع العروضي ايضا . :)
وسوف أوجه لك الدعوة في حين فتح القسم انشاء الله
يرعاك الله.
