بين الصدر والعجز

http://www.adablabo.net/ben%20now.htm

هذه أبيات للشاعر محمود درويش.

والمطلوب التعليق على وزني الصدر والعجز.

وَأَنْتَ تُعِدُّ فُطُورَكَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ

............................[ لاَ تَنْسَ قُوتَ الحَمَامْ ]

وَأَنْتَ تَخُوضُ حُرُوبَكَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ

............................[ لاَ تَنْسَ مَنْ يَطْلُبُونَ السَّلاَمْ ]

وَأَنْتَ تُسَدِّدُ فَاتُورَةَ المَاء ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ

............................[ مَنْ يَرْضَعُونَ الغَمَامْ ]

وَأَنْتَ تَعُودُ إِلَى البَيْتِ ، بَيْتِكَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ

............................[ لاَ تَنْسَ شَعْبَ الخِيَامْ ]

وَأَنْتَ تَنَامُ وَتُحْصِي الكَوَاكِبَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ

............................[ ثَمَّةَ مَنْ لَمْ يَجِدْ حَيِّزًا لِلْمَنَامْ ]

وَأَنْتَ تُحَرِّرُ نَفْسَكَ بِالاِسْتِعَارَاتِ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ

............................[ مَنْ فَقَدُوا حَقَّهُمْ فِي الكَلاَمْ ]

وَأَنْتَ تُفَكِرُ بِالآخَرِينَ البَعِيدِين ، فَكِّرْ بِنَفْسِكَ

............................[ قُلْ: لَيْتَنِي شَمْعَةٌ فِي الظَّلاَمْ ]

شكرا لكم أستاذي خشان على هذه الفرصة التي تمنحنا إيها لنبقى لصيقين بشمولية الرقمي، سأتناول مقطعا من القصيدة هو الآتي:

وَأَنْتَ تُعِدُّ فُطُورَكَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ
3 1 3 1 3 1 3 2 3 1 1 2
............................[ لاَ تَنْسَ قُوتَ الحَمَامْ ]
............................[ 1 2 2 3 2 3 ه ]
وَأَنْتَ تَخُوضُ حُرُوبَكَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ
3 1 3 1 3 1 3 2 3 1 1
............................[ لاَ تَنْسَ مَنْ يَطْلُبُونَ السَّلاَمْ ]
............................[ 2 2 3 2 3 2 3 ه ]
وَأَنْتَ تُسَدِّدُ فَاتُورَةَ المَاء ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ
3 1 3 1 3 2 3 2 3 2 3 1 1
............................[ مَنْ يَرْضَعُونَ الغَمَامْ ]
............................[ 2 2 3 2 3 ه ]
وَأَنْتَ تَعُودُ إِلَى البَيْتِ ، بَيْتِكَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ
3 1 3 1 3 2 3 1 3 2 3 1 1
............................[ لاَ تَنْسَ شَعْبَ الخِيَامْ ]
............................[ 2 2 3 2 3 ه ]
وَأَنْتَ تَنَامُ وَتُحْصِي الكَوَاكِبَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ
3 1 3 1 3 2 3 1 3 2 3 1 1
............................[ ثَمَّةَ مَنْ لَمْ يَجِدْ حَيِّزًا لِلْمَنَامْ ]
............................[ 2 1 3 2 3 2 3 2 3 ه ]

ما تبقى ينطبق عليه ما ينطبق على هذا المقطع، لذلك سأكتفي به،
في الأشطر الأولى نجد أنها تسير على إيقاع بحري هو المتقارب مع زيادة سبب ظاهري محذوف الساكن، أو متحرك أول من وتد لم يظهر، أي المتقارب + 1 .
في الأشطر التالية كذلك هي على إيقاع المتقارب مع حذف متحرك أول من أول وتد.
ما ينقص الأشطر "الثانية" موجود في الأولى، فلو لم نفرق الشطرين و تركناهما سطرا واحدا لحصلنا في الحالة الأولى مثلا على:
3 1 3 1 3 1 3 2 3 1 1 2 2 3 2 3 ه
و هو سطر من المتقارب، لكن الشاعر يصدم قارئه بشطر من 2 2 3 2 3 ه، و كأنه ينقله من إيقاع المتقارب إلى إيقاع البسيط، أو بشطر 2 2 3 2 3 2 3 ه و هو على إيقاع لاحق خلوف، أو بشطر 2 1 3 2 3 2 3 2 3 ه، و هو شطر من المتدارك مضاف إليه سبب "ظاهري"، هذا مع الالتزام التام بإيقاع القصيدة ككل إن لم نفرق بين أشطرها.
و كأن الغرض من هذه الصدمة هو كسر الرتابة في تفعيلة المتقارب، و تنويع لا يجد معه القارئ الملل.
و لقد كان الشاعر محمود درويش رحمه الله ممتلكا لناصية العروض، و مُنوِّعا لإيقاع قصائده، و مجددا لظواهر عروضية كانت موجودة قبله، لكنه أحياها.
و لمن أراد أن يقرأ عن تلك الظواهر فإني أحيله إلى الرابط:
http://www.alquds.co.uk/data/2009/05/05-12/11qpt88.htm

أحسنت أخي وأستاذي الكريم

ثمة اربعة قراءات

الأولى كما وردت في النص .

الثانية

وأَنْتَ تُعِدُّ فُطُورَكَ ، فَكِّرْ ............بِغَيْرِكَ [ لاَ تَنْسَ قُوتَ الحَمَامْ ]
3 1 3 1 3 1 3 2 .......3 1 3 2 3 2 3 ه

ثاتي المتقارب : https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/adhrob

**

وَأَنْتَ تَخُوضُ حُرُوبَكَ ، فَكِّرْ .......... بِغَيْرِكَ [ لاَ تَنْسَ مَنْ يَطْلُبُونَ السَّلاَمْ ]
3 1 3 1 3 1 3 2 ..........3 1 3 2 3 2 3 2 3 ه

ثاني المتقارب وعجزه زائد ( 3 2 )

**

وَأَنْتَ تُسَدِّدُ فَاتُورَةَ المَاء ، فَكِّرْ............ بِغَيْرِكَ [ مَنْ يَرْضَعُونَ الغَمَامْ ]

3 1 3 1 3 2 3 2 3 2................3 1 3 2 3 2 3 ه

ثاني المتقارب وصدره زائد ( 3 2)

الثالثة
اعتبار الأبيات مدورة وإلحاق كاف ( بغير.......ك ) بأول العجز. وسيبقى التفاوت بين طول الأشطر

الرابعة
أعتبار كل بيت سطرا واحدا متصلا من شعر التفعيلة

وَأَنْتَ تُعِدُّ فُطُورَكَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ لاَ تَنْسَ قُوتَ الحَمَامْ = ثماني تفاعيل

وَأَنْتَ تَخُوضُ حُرُوبَكَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ لاَ تَنْسَ مَنْ يَطْلُبُونَ السَّلاَمْ = تسع نفاعيل

وَأَنْتَ تُسَدِّدُ فَاتُورَةَ المَاء ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ مَنْ يَرْضَعُونَ الغَمَامْ = تسع تفاعيل

4 3 2 3 2 3 = لاحق خلوف وهو توأم مخلع اللبسيط

مخلع البسيط من مجزوء البسيط = 4 3 2 3 1 2 2
لاخق خلوف من مخلع السيط = 4 3 2 3 2 1 2

1+ مخلع خلوف = المتقارب كما تفضلت.



وسيبقى هناك تفوات في أطوال الأشطر .

يرعاك الله.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان

الرابعة
أعتبار كل بيت سطرا واحدا متصلا من شعر التفعيلة

وَأَنْتَ تُعِدُّ فُطُورَكَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ لاَ تَنْسَ قُوتَ الحَمَامْ = ثماني تفاعيل

وَأَنْتَ تَخُوضُ حُرُوبَكَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ لاَ تَنْسَ مَنْ يَطْلُبُونَ السَّلاَمْ = تسع تفاعيل

وَأَنْتَ تُسَدِّدُ فَاتُورَةَ المَاء ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ مَنْ يَرْضَعُونَ الغَمَامْ = تسع تفاعيل

4 3 2 3 2 3 = لاحق خلوف وهو توأم مخلع اللبسيط

مخلع البسيط من مجزوء البسيط = 4 3 2 3 1 2 2
لاخق خلوف من مخلع السيط = 4 3 2 3 2 1 2

1+ مخلع خلوف = المتقارب كما تفضلت.



وسيبقى هناك تفوات في أطوال الأشطر .

يرعاك الله.

---

أول مرة قرأت القصيدة من الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الراحل محمود درويش منذ عدة أعوام، توقفتُ عند هذه القصيدة تحديداً . القصيدة برأيي غير عمودية بل قصيدة تفعيلة ولكنه كتبها ضمن تجربته الشعرية التي تعتمد على التجريب والتجديد الذي يسمح به شعر التفعيلة بل تجاوز ذلك . وقرأت القصيدة بأوجه مختلفة نظراً لاختلاف وزن السطر الايمن عن الأيسر إذا قرأناها بهذه الطريقة. قرأت السطر الأيسر من القصيدة بالتتابع وكأنه قصيدة تفعيلة منفصلة عن بقية الأسطر والذي أوحى لي بذلك هو الأقواس. لكأن الشاعر يريدنا أن نقرأها كذلك بالإضافة إلى قرءاتنا المتعددة التي طرحها أستاذنا خشان.. طبعاً منطق الحداثة الشعرية ، يسعى إلى وضع القارئ أمام تعدد القراءات سواءً على صعيد الشكل أو المضمون :ف2::ف2::ف2::ف2:

لا تَنْسَ قوتَ الحمام
لا تنس مَنْ يطلبون السلام
مَنْ يرضَعُون الغمامٍ
لا تنس شعب الخيامْ
ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام
مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام
قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام

نلاحظ مزاوجة تتراوح بين تفعيلتي ( مستفعلن 2 2 3 ) وجوازاتها و ( فاعلن 2 3 ) وهما أساس بحر البسيط ولكن بمنطق شعر التفعيلة :ف2::ف2::ف2:

أراها غير عمودية - كما تفضلت الأستاذة إباء - وعلى المتقارب لا غير ( ومعروف عن الشعر الحرّ أنّ التفعيلة المستعملة قد نجد جزءا منها في نهاية سطر ، ثمّ نجد الباقي منها بداية السطر الموالي )

وأن3 تَ1 تعد3 د1 فطو3 ر1 كفك3 كر2 بغي3 ر1 ك1

لا2 تن2 سقو3 تل2 حمامْ3 ه
بالتفاعيل :
فعول فعولُ فعولُ فعولن فعولُ فَــــ
عولن فعولن فعولْ

http://www.youtube.com/watch?v=gQyrhPgKQ7I

شكرا لك استاذتي على الرابط

الشعر وتقرير وزنه يعتمد أولا على السمع ‏

لدى استماعي للرابط وجدت أن الشاعر يعتبر كل سطر ثلاث وحدات .وهذا نقل للوزن على طبيعته ‏وحسب إلقاء الشاعر نفسه.

وَأَنْتَ تُعِدُّ فُطُورَكَ .... فَكِّرْ بِغَيْرِكَ- - - - ‏‎ ‎لاَ تَنْسَ قُوتَ الحَمَامْ‎
‎
وَأَنْتَ تَخُوضُ حُرُوبَكَ .... فَكِّرْ بِغَيْرِكَ - - - - ‏‎ ‎لاَ تَنْسَ مَنْ يَطْلُبُونَ السَّلاَمْ‎
‎
وَأَنْتَ تُسَدِّدُ فَاتُورَةَ المَاء .... فَكِّرْ بِغَيْرِكَ - - - - ‏‎ ‎مَنْ يَرْضَعُونَ الغَمَامْ‎
‎
وَأَنْتَ تَعُودُ إِلَى البَيْتِ ، بَيْتِكَ ..... فَكِّرْ بِغَيْرِكَ - - - - ‏‎ ‎لاَ تَنْسَ شَعْبَ الخِيَامْ‎
‎
وَأَنْتَ تَنَامُ وَتُحْصِي الكَوَاكِبَ ..... فَكِّرْ بِغَيْرِكَ - - - - ‏‎ ‎ثَمَّةَ مَنْ لَمْ يَجِدْ حَيِّزًا لِلْمَنَامْ‎
‎
وَأَنْتَ تُحَرِّرُ نَفْسَكَ بِالاِسْتِعَارَاتِ .... فَكِّرْ بِغَيْرِكَ - - - - ‏‎ ‎مَنْ فَقَدُوا حَقَّهُمْ فِي الكَلاَمْ‎
‎
وَأَنْتَ تُفَكِرُ بِالآخَرِينَ البَعِيدِين .... فَكِّرْ بِنَفْسِكَ - - - - ‏‎ ‎قُلْ: لَيْتَنِي شَمْعَةٌ فِي الظَّلاَمْ‎ ‎

لا جدال في أن القصيدة غير عمودية، بل هي من شعر التفعيلة، و على بحر المتقاب بالتحديد،
لكن ما يميزها هو تنويع الإيقاع بقراءة أجزائها منفصلة عن بعضها البعض، و هو أمر قد أبدع فيه الشاعر أيما إبداع.
شكرا لأستاذي خشان على الشرح، و لأستاذتيَ على ما تفضلتا به من إيضاح.

بوركتَ أستاذي قصيدة جميلة

جزاكم الله خيرًا استفدت كثيرا