من شعراء الثورة الجزائرية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمناسبة أول نوفمبر اقتنيت لكم عدة معلومات ممتفرقة ((( منقولة ))) عن شاعر جزائري (( أصيل من مدينة الشريعة ولاية تبسة ،،، يعني ولد بلدي وابن عرش أولاد عبد الله ،، يعني نفس العرش الذي أنتمي له أنا سليلة ))) بلا فخر طبعا
هذا الشاعر والمجاهد اشتهر بقصيدة (( جزائرنا )) التي رددها الجميع ولا يوجد جزائري لا يعرف مطلعها على الأقل أو لا يسمع بها
ولد الأستاذ الشاعر محمد شبايكي المدعو " الشبوكي " سنة 1915 ببلدة ثليجان بالشريعة ( تبسة) . بدأ تعليمه بحفظ القرآن الكريم ثم تعلم على يد الشيخ المرحوم العربي التبسي أصول اللغة و الفقه. و انتقل إلى تونس حيث نال بها شهادة التحصيل . اشتغل بالتدرس في مدارس جمعية العلماء المسلمين و شارك في الوعظ و الإرشاد ثم عضواً إدارياً في جمعية العلماء المسلمين. كان عضواً قيادياً في حزب الشعب بمنطقة الشرق الجزائري .. و لما اندلعت الثورة التحريرية كان مناضلا في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني، أدخل السجن لنضاله الثوري. و اعتقل بعدة سجون و محتشدات حتى الاستقلال. و بعد الاستقلال : تقلد مناصب انتخابية في البلدية و الولاية و الوطن كنائب عن المنطقة بالبرلمان. له ديوان مطبوع من طرف المتحف الوطني للمجاهد 1995. كل قصائده كانت عن الثورة و الوطن أهمها و أشهرها جزائرنا و مطلعها جزائرنا يا بلاد الجدود نهضنا نحطم عنك القيود ففيك برغم العدا سنسود و نعصفُ بالظلم و الظالمين رحل إلى رحمة الله شاعر العلم والجهاد الاستاذ الدكتور الحاج محمد الشبوكي عن عمر يناهز 89 سنة يوم الاثنين 6 جمادى الأولى 1426 هـ الموافق لـ 13 جوان 2005.
هذا الرجل العلم ليس مفخرة لأهل الجزائر فحسب بل مفخرة لنا جميعا .. وكأحد أبناء ليبيا المختار التي تلاحم شعبها مع أخوانه في الجزائر إبان الثورة أحاول هنا أن أسهم هنا بجهد المقل في إثراء هذا الموضوع بتقديم بعض المعلومات عن الشاعر المجاهد الشيخ محمد شبايكي ردا لبعض حقه علينا بأن نحتفي به كما نحتفي بأبطال الأمة.
يقول شاعرنا الراحل عن تجربته الشعرية:"أنني أتعاطى نظم الشعر لا لأظهر براعة فيه أو تفوقاً، ولا أقصد من ورائه إلا تلبية الضمير وترضية النفس وترجمة الخواطر" وبسبب اعتقاله ضاع كثير من شعره الذي نظمه في تلك المرحلة وعن ذلك يقول :" ... بعد إطلاق سراحي من المعتقلات ورجوعي إلى المنزل لم أجد مكتبتي التي أملكها فقد عبث الجيش الفرنسي الذي احتل المدرسة التي كنت أديرها والمسكن الذي كنت أسكنه بجانبها وعاث فساداً في كل ما تركت في المدرسة والمنزل ولا غرابة في ذلك، و يتساءل الشاعر منذ متى كان جيش الاحتلال الفرنسي يحترم الثقافة أصلاً؟!"
للشاعر الراحل محمد الشبوكي ديوان شعر قام بنشره المتحف الوطني للمجاهد سنة 1995م
من قصائده : نشيد جزائرنا ،لبيك يا ثورة الشعب ، إلى النصر هبوا، جيش التحرير الوطني ، قم وأنشد، ليلة القدر، المجد في القرآن ،
وهنا أنشر النشيد الشهير المعنون بنشيد جزائرنا الذي كان يترنم به الثوار ابان الثورة الجزائرية.. للإسهام في هذه الصفحة المباركة التي تحيي ذكراه العطرة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
"نشيد جزائرنا للشاعر الراحل محمد الشبوكي"
جزائرنا يا بلاد الجدود
نهضنا نحطم عنك القيود
ففيك برغم العدا سنسود
و نعصفُ بالظلم و الظالمين
*****
سلاماً سلاماً جبال البلاد
فانت القلاعُ لنا و العمادْ
و فيك عقدنا لواء الجهادْ
و منك زحفنا على الغاصبين
*****
قهرنا الأعادي في كلّ وادْ
فلم تُجْدهمْ طائراتُ العوادْ
و لا الطّنكُ يُنجيهمُ في البوادْ
فباءوا بأشلائهمْ خاسئين
*****
وقائعُنا قد روتْ للورى
بأنا صمدنا كأسد الشرى
فأوراسُ يشهدُ يوم الوغى
بأنّاّ جهزنا على المُعتدينْ
*****
سلُوا جبل الجرْف عن جيشنا
بخبّركمُ عن قُوى جأشنا
و يعلمكُم عن مدى بطشنا
بجيْش الزعانفة الآثمينْ
*****
بجرجرة الضخم خضنا الغمار
و في الأبيض الفخم نلنا الفخارْ
و فء كل فج حمينا الذمار
فنحن الأباةُ بنو الفاتحين
*****
نعاهدكمْ يا ضحايا الكفاح
بأنا على العهد حتّى الفلاحْ
ثقُوا يا رفاقي بأنّ النجاح
سنقطفُ أثمارهُ باسمين
*** **
قفوا و اهتفوا يا رجال الهممْ
تعيشُ الجبالُ، و يحيا الشممْ
و تحيا الضحايا، و يحيا العلمْ
و تحيا الدّماءُ، دماءُ الثائرين
================
عن تعليمه رحمه الله
أول ما عرفه وحفظه كتاب الله عز وجل في البيت ثم الكتاب
* حفظ العديد من المتون العلمية المتنوعة وأشعار العرب القدامى
في أوائل الثلاثينيات إنتقل إلى واحة نفطة بالجنوب التونسي أين تتلمذ على يد شيوخ كبار أمثال الشيخ محمد بن أحمد والشيخ ابراهيم الحداد والشيخ محمد العروسي العبادي الشيخ التابعي بن الوادي فتعلم النحو والصرف والحساب واللغة العربية والفقه الاسلامي الادب العربي في سنة 1934 انتقل الى جامع الزيتونة وتحصل على شهادة التحصيل في العلوم سنة 1942 يذك للشاعر رحمه الله أنه كان كثير النشاط وةترأس جمعية ثقافية
في سنة 1942 عاد جدي رحمه الله إلى أرض الوطن
انخرط تحت لواء جمعية العلماء المسلمين وعمل في سلك التعليم معلما ومديرا عمل أولا بمدرسة تهذيب البنين والبنات بتبسة ثم بمدرسة الحياة وهي المدرسة التي درست فيها في مرحلتي الابتدائية
عمل بعدها بمدرسة التربية والتعليم بباتنة
كان يقدم الدروس التوجيهية وساهم في توعية الشعب الجزائري وغرس حب الدين والجزائر
لما اندلعت ثورة نوفبر 1954 وجهت اصابع الاتهام الى جمعية العلماء المسلمين واعتقل الشيخ العربي التبسي رحمه الله
لم يرضخ الشاعر لذلك أبدا بل انخرط أوائل 1955 في أول خلية ثورية اسست بالشريعة مكلفا بالتوجيه والاعلام والدعاية
القي القبض عليه رحمه الله يوم 10/02/1956 وتعرض لاستنطاق بشع بشاعة المستعمر الغاشم وزج به في معتقل الجرف ورحل الى العديد من المعتقلات بعدها
كان رحمه الله في السجن المربي والاستاذ والمعلم لاخوانه
كان يدرسهم ويعلمهم وكان يصلي بهم صلاة الجماعة ويخطب فيهم في صلاة الجمعة جزاه اله خيرا وجعل الله ذلك في ميزان حسناته
أرجو ممن عايش جدي في هذه المرحلة أن لا يتردد في حفظ تاريخ هذا الرجل الذي غرس فينا حب الدين وحب الجزائر
أنتظر منكم مشاركات
وفي المرة المقبلة اتكلم عن مسيرته رحمه الله بعد استقلال الجزائر
إليكم هدية وهي قصيدة تكلم فيها الشاعر عن الجهاد في فلسطين ونحن نرى هذه الايام مات يحدث لاخواننا في غزة فاللهم ارحمهم واشف جرحاهم و دمر اعدائك اعداء الدين
يقول الشاعر الشيخ محمد الشبوكي طيب الله ثراه:
إلى النصر هبوا بني فلسطين وكروا على الظلم والظالمين
إلى القدس ثالثة الحرميـــــــن هلــموا وهبوا بنا زاحفين
لطرد الصهاينة الاثمين
ألى أيها الثائرون الأباة أقمتم دليل الفدا والثبات
تحديتم الغاصبين العتاة وكنتم ببيروت خير الحماة
ودستم شارون وجند بيغين
صمدتم صمود الجبال الرواسي وحطمتم كل عات وقاسي وشرفتم العرب بين الأناسي بقوة عزم وشدة بـــاس
وصبر الجهابذة المؤمنيــن
ألا وحدا الصف وامضوا سراعا فإن النجاح ينال إنتزاعـــــتا
وخلوا الألى آثروا الإنصياعا لمن دأبه أن يعيش الصراعا
ويفصل حبل الإخاء المتين
ألا أيها العرب أين الإباء وأين الحمية أين العطاء
فلسطين تدعوكم للفداء فما لكم اليوم صرت هباء
ألستم بني أمة الفانحين؟؟؟
فوا عجبا يستباح الضمار وينتهك العرض في كل دار
وأبناء يعرب رغم الدمار قد استسلموا كلهم للبوار
يفطون في نومهم هانئين
فوا أسفاه خبا صوتنا وشتت يا عجبا شملنا
ورحنا نهادن أعداءنا وقد سلبونا فلسطيننا
فيا للفضيحة في العالمين
ألا هبة للفدا والنضال بني يعرب طال عهد الضلال
فسووا الصفوف أعدوا النضال إلى القدس ثوروا بغير إختلال
فإن العواقب للثائرين
تعالوا فقد لاح نجم الصباح وأذن في القدس داعي الفلاح
يقودكم عرفات الكفاح مثال الشهامة خدن السلاح
سليل الجهابذة الخالدين
أعيدوا صلاحا لنا من جديد وأجلوا عن القدس رجس اليهود
وأحيوا لنا المجد ذاك التليد وبروا عهود الأباة الجدود
وكونوا بحق لهم وارثين
ألا فلنحي جنود الحجارة فقد خلدوا ذكرهم عن جدارة
ونالوا مكانتهم في الصدارة بكل صمود وكل مهارة
فحياهم الله في الصامدين
لقد ضربوا المثل الأوحدا بما قدموا من ضروب الفدا
فكانوا الضراغم رعم العدا وما لهم من صنوغ الردى
فطوبى لأبطالنا الرافضين
منقول
