أرسل لي الأستاذ أحمد فراج العجمي نسخة بي دي إف من كتابه :
توليد بحور الشعر العربي
دائرة الوافر نموذجا
بحر الوافر - بحر الكامل
والكتاب في المقام الأول رياضة عروضية يستعرض فيها المؤلف الصور النظرية المحتملة وفي بحر الوافر يذكر 374 صورة.
وطلب رأيي في الكتاب فأرسلت له الرسالة التالية التي استأذنته في نشرها فاذن مشكورا.
أخي واستاذي الكريم
إن كان يهمك رأيي فهو محكوم بالتفريق بين العروض وعلم العروض، وتقييم أمر على خلفية (العروض) شيء وتقييم ذات الأمر على خلفية ((علم العروض)) شيء آخر
وأنا في أغلب ما أكتبه منطلق من فهمي لطبيعة وغاية ((علم العروض )) كما يوضحه الرابطان :
https://sites.google.com/site/alaroo...lrwd-wlm-alrwd
http://arood.com/vb/showthread.php?p=55859#post55859
العروض الرقمي تأصيل لشمولية فكر الخليل وتواصل معها لاستكشاف القواعد العامة الضابطة للعروض العربي الشاملة للبحور كافة. وهو بهذا الطرح جديد .
يقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمةوالحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ ."
فرغت للتو من قراءة الوافر ودونت ما يلي :
1- موقفك من المصطلحات العروضية ( ص -12) وكثرتها مهادن إلى حد كبير
أغلب المصطلحات العروضية ناشئ من اعتماد التفاعيل وحدودها مبرمجات للتفكير ودورها الأصلي هو تصوير الوزن سمعيا ولكنها أورثت العروض وعلمه عبئا ثقول فيه د. أحمد عبد المجيد محمد خليفة في كتابه (في الموسيقى الشعرية) حين قال: "...حتى أننا لا نعرف علما من العلوم العربية والإنسانية، قد اكتظ بغريب المصطلحات وجفافها، كما اكتظ بها عروض الشعر العربي وقافيته، ......... كل ذلك دفع الكثيرين إلى الإعراض عن تعلم العروض والتنفير منه، وإظهاره في صورة بغيضة وثقيلة، لا تتمشى معه طبيعة الشعر وما فيه من جماليات."
2- دوائر الخليل ( ص – 13 ) : موقفك منها يصف بعض نتاجها بمخالفة العقل. ويحملها مسؤولية كثرة المصطلحات وغرق العلم واستغلاقه. وأرى أن ما تفضلت به منسجم مع السائد في علم العروض القائم على الحفظ. في حين أن دوائر الخليل هي الأثر الأبرز المتصل بنهج الخليل وتفكيره، والتي يرى علم العروض فيها الأصل الذي نجم عن إهماله والانحياز لنهج الحفظ على حساب نهج التفكير تغول امصطلحات واستغلاق العلم.
صحيح أن بعض الأبيات ترد عند نسبتها لدوائر الخليل مجزوءة وجوبا وبعض الزحافات تبدو واجبة، ولكن من عرف نهج الخليل في معجم العين من استحضار كافة الجذور مسبقا وعددها 12305412 منها المهمل والمستعمل يفهم موضوعية العلاقة بين الدوائر كمحتوى جامع لاحتمالات الوزن العربي الناجمة من تجاور وتناوب المقاطع والتراكيب 2 – 4 – 6 – 3 المستعمل من هذه الاحتمالات والمهمل.
وحري بمن يدرك نهج الخليل هذا أن تكون له مقاربة من جنس هذا النهج، تقلل كثيرا من تأثير هذا الفارق، كما تقدم خواص الحروف العربية ما يميز الجذور الممكنة من الجذور المستبعدة أو المحالة ، ويقدم الرقمي في هذا السبيل موضوعي هرم الأوزان والاستئثار ويضيق المجال هنا عن شرحهما. ,ارجو أن تطلع على الرابط:
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/r8-1/f2
3- حديثك عن المبالغة في المواقف ضد التجديد ( ص – 14) في البحور وثمة مبالغة في إنتاج لبحور جزافية، لا يعتمد مقياسا علميا لحدود المبالغة أو الحدود المسموح بها، ويكل ذلك إلى الذائقة، وما عروض الخليل إلا تجسيد لتلك الذائقة، ومن درس الرقمي يعرف أن لتلك الذائقة مفهوما رياضيا أقرب ما يكون إلى برنامج أودعه الله للوجدان العربي. هذا البرنامج يكشفه العروض الرقمي بل يحدده. ومن بدهياته أ- عدم اجتماع وتدين أصيلين ب- وعد حدوث علة في الحشو، وهذا يسري على كل البحور دون استثناء.
وهذا يأخذنا إلى قولك بأن (بحرا) مثل ( ص- 19) :
مستفعلن فعولن مستفعلن فعو لو كان موجودا قبل الخليل لتم . وهذا لا يكون في الشعر العربي لا قبل الخليل ولا بعده إلا كما يكون الأضحى في رمضان.
وانظر معي إلى الاحتمالين الذين يتضمنهما هذا الوزن
مستفعلن متفعل مستفعلن متفْ .... وهذا يتضمن علة في الحشو
مستفعلن فعولن مستفعلن فعو .... وهذا يتضمن اجتماع وتدين في الحشو وفي نهاية الشطر.
وتصور معي كيف يمكن أن لابتكار يراعي البدهيتين أعلاه أن يجعل من هذا الوزن شيئا معقولا في مجال التجديد إذا انطلقنا فيه من الرجز سواء اعتبرناه شعرا غذا استوفى شروط الشعر أو بقي في إطار الموزون
مستفعلن متفعل...........مستفعلن متفْ
تدوم للكرم .....يا عالي الهمم ....( مصرع )
في كل مكرماتٍ .... تحل في القمم
لا زلت للمعالي .....يا سيدي علمْ
هنا يكون التجديد منطلقا من فهم لخصائص العروض العربي التي يكشف عنها علم العروض.
واتمنى عليك أستاذي الكريم في هذا الصدد أن تطالع موضوع الخليل وماندلييف.
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mendeleev
4- حديثك عن الهندسية العروضية ( ص 78) وتوليد البحور دلالة على ملكة لو وضعت في مكانها الصحيح لأتت بخير أعم . وجدير بمن له هذه الملكة أن يستطلع علم العروض الرقمي فهو بها أجدر.
5- حديثك عن التقاء الساكنين في آخر البيت ، (دونت الملاحظة وأضعت الصفحة ) يتضمن مماهاة بين العروض والقافية في هذا الشأن، فحكم المددود والساكن واحد في العروض وأما في أغلب أحكام القافية وخاصة في ورود الساكن بعد ممدود ينبغي تمييزها عن ورود الساكن بعد ساكن.
فمثلا انتهاء البيت بكلمة ( صديقْ ) غير انتهائة بكلمة (صدْقْ ) فالأول كثير شائع في العروض العربي، والثاني لا يصح ولم أطلعه فيه إلا على بيت لعمر بن أبي ربيعة يقول فيه :
قلت: أهلًا ! أنتم بغيتنا ......فتسمّين، فقالت : " أنا هنْدْ "
6- وهناك موضوع الإكثار من الاستشهاد على الصور المطروقة من الوافر بالقصائد الطوال التي يغني فيها في مجال العروض البيتان والثلاثة. وكان أجدى أن تخصص بعض حيز هذه القصائد بالنظم على الصور التي نظرت لها أو على بعضها، واستغرب أن يكون الكتاب عن التوليد والشواهد عن التليد.
7- موضوع أغتنم الفرصة لأدعوك للاطلاع عليه وهو ( العروض الرقمي – لماذا )
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/lematha
مجرد اطلاع وتعرف فلا يمكن فهمه دون معرفة مقدماته
*************
مما تقدم ترى أني لم أتطرق للصور التي تفضلت بها فقد تم استعراض الكثير من الأوزان والصور المحتملة عل سبيل الرياضة العروضية وربطها بالخصائص العامة للعروض العربي ابتعادا أو اقترابا.
وكما ترى فإن أغلب حديثي موجه للمقارنة بين نهجين الرقمي في ناحية والعروض السائد الذي يعتبر كتابك فيه متقدما في ناحية أخرى.
