مواقع الخرم من البيت الشعري .
ينقل العروضيون عن الخليل فيما وقع فيه الخرم من الشعر قوله :
" ما كان في صدره وتد مجموع الحركتين , فخُرم أحدهما وطُرح "
والمتأمل في تعريفه يجدْ أنه قد عين موقع الخرم بأنه في صدر البيت من الوتد المجموع , فهو
بذلك لا يقع إلا ( فعولن ) , و ( مفاعلتن ) , و ( مفاعيلن ) , أو في بحر واحد من كل دائرة :
الطويل من الدائرة الأولى , والو افر من الدائرة الثانية , والهزج من الدائرة الثالثة , والمضارع من
الدائرة الرابعة , والمتقارب من الدائرة الخامسة .
وينقل أبو الحسن العروضي في كتابه ( العروض ) عن الأخفش جواز وقوع الخرم في أول العجز ,
فيقول :
" وأما الأخفش فأجازه في أول النصف الثاني , واستشهد فيه بأبيات قد رويت عن العرب "
وكذلك الشنتريني في ( المعيار ) :
" وقد أجاز الأخفش هذا الضرب من النقصان في أول الشطر الثاني من البيت , والخليل يمنع ذلك "
وكذا الإسنوي في شرحه لعروض ابن الحاجب يقول :
" وجوز الأخفش دخولهما في أول النصف الثاني أيضا " يعني بهما الثلم والثرم .
ولم أجد في عروض الأخفش أكثر مما ذكره في موقع الخرم , يؤيد ذلك ما جاء في حاشية نهاية
الراغب من قول المحقق :
" ولم أعثر على نص للأخفش في ذلك في كتابه العروض "
ويقع الخرم في أول العجز تشبيها له بأول البيت , وهو قليل , نحو قول امرىء القيس :
وعينٌ لها حدرةٌ بدرةٌ ....... شُقتْ مآقيهما من أخرْ
وتقطيعه :
وعيننْ / لها حدْ / رتنْ بدْ / رتنْ ........ شُققتْ / مآقي / هما منْ / أخرْ
فقوله ( شقت ) مخروم ووزنه ( فعلن ) وأصله ( فعولن ) حذفت الفاء من أوله فصار ( عولن ) .
وقول الشاعر :
فلما أتاني والسما ء تبلهُ ........ قلتُ له أهلا وسهلا ومرحبا
وتقطيعه :
فلمما / أتاني وسْ / سماء / تبللهو ........ قلتُ / لهو أهلن / وسهلن / ومرحبا
وقد يقع في أول الصدر والعجز معا نحو قول الأعشى :
موتوا كراما بأسيافكم .......... فالموت يجشمه من جشم ْ
ونحو قول الشاعر :
لكنْ عُبيد الله لما أتيتهُ ....... أعطى عطاء لا قليلا ولا نزرا
وتقطيعه :
لاكنْ / عبيدللا / هلمما / أتيتهو ......... أعطى / عطاأنْ لا / قليلن / ولا نزرا
فقوله ( لاكنْ ) مخروم , وكذلك ( أعطى ) , ووزنهما ( فعلن ) , حذفت الفاء من أولهما فصارا
( عولنْ ) ويحولا إلى ( فعلنْ ) .