تأثير الخليل بن أحمد الفراهيدي
تأثير الخليل بن أحمد الفراهيدي والجرجاني في نظرية تشومسكي
ص 67- 80
http://awu-dam.net/sites/default/files/%20116.pdf
آراء المؤيدين لفكرة تأثر تشومسكي بالنحو العربي
أولاً: من المؤيدين لفكرة تأثر تشومسكي بالنحو العربي الدكتور نهاد الموسى( 3) فهو: يتجاوز القول بتشابه النحو العربي مع النظرية اللسانية التوليدية إلى النظر في إمكان أخذ » تشومسكي عن النحو العربي. ويجب أن أشير هنا (الكلام للمزيني) إلى أن الدكتور الموسى كان في تتبعه مسار المفاهيم النحوية العربية حتى وصلت إلى تشومسكي حذراً جداً، فقد أطَّر وليس تقرير الشبه بين ابن هشام وهومبولت » : كلامه بأدق ما يكون من التحفظ. فهو يقول ثم يعلق في الهامش قائلاً: ؛« ثم تشومسكي من هذه الجهة محتاجاً إلى أن يتكلف له التأويل
74
التشابه يغري بالتأمل، ويقوي معه الهاجس بأن هذه المسألة قد تكون بعض ما ورد على » وذلك أن [المستعرِب] .« انتقال العلم العربي إلى الغرب اللاتيني » الغرب من العرب في إطار ما أنتجه من الدراسات في » و .« كان متضلعاً... من علوم اللغة العربية » سلفستر دي ساسي نحو العربية وما ترجمه إلى الفرنسية من كتب النحو والتجويد القديمة يدل بوضوح على أنه هو الذي كون... » ودي ساسي .« أدرك إدراكا لا بأس به مفاهيم ومناهج النحاة العرب وأهم شيء اكتسبه هؤلاء من دروس دي ساسي هو اطلاعهم من » . وغيره « فون هومبولت خلال دراستهم للعربية واللغات السامية الأخرى على المفاهيم اللغوية والنحوية العربية التي .« كانت تنقصهم في ثقافتهم الفيلولوجية التقليدية، وكذلك كان الأمر بالنسبة للنحو والصوتيات متشبعاً بمبادئ النحو الوصفي التعليلي. وهو يمثل في زمانه ذلك المذهب » وكان دي ساسي الذي تناقله عدد من العلماء منذ القرن الثالث عشر من طريق جيمس هارس وسنكتيوس وتلا » .« الإسباني عن النحاة العرب مباشرة أو عن لغويي السكولاستيك عن فلاسفة العرب .( نقلاً عن المزيني( 1 .« دي ساسي في العمل بهذه المبادئ تلميذه فون هومبولت ثانياً: يقول أبو ديب عن البنية العميقة والسطحية لدى الجرجاني وتشومسكي الترجمة وربما كان نوع التحليل الذي أتى به الجرجاني في هذا الفصل أول، بل » :( للمزيني ( 2 .«[ البنية العميقة[الشَّجرية » و «[ البنية السطحية [المنجزة » أفضل، تحليل في اللغة العربية وإيضاح التماثل بين المفاهيم التي طورها الجرجاني، وط ورها تشومسكي مؤخَّراً، سهل جداً... ولتوضيح الفرق بين البنيتين فقد أعاد الجرجاني صياغة كل واحدة منهما بالطريقة نفسها التي يستعملها تشومسكي الآن من أجل الكشف عن البنى العميقة للتركيبات التركيبية .« المماثلة والبنية العميقة والسطحية في نحونا العربي القديم ما هي إلا ظاهرة التقدير أو التأويل للمعنى. وهنا جزء مما شرحه الجرجاني في كتابه دلائل الإعجاز عن التقديم والتأخير للبنية « الاستفهام بالهمزة » ومن أبين شيء في ذلك » : العميقة والسطحية( 3)، انظر إلى المثال التالي فبدأت بالفعل، كان الشك بالفعل نفسه، وكان «؟ أفعلت » : فإن موضع الكلام على أنك إذا قلت فبدأت بالاسم، كان الشك «؟ أأنت فعلت » : غرضك من استفهامك أن تعلم وجوده. وإذا قلت
أبنيت الدار التي كنت على أن » : في الفاعل م ن هو، وكان التردد فيه. ومثال ذلك أنك تقول
75
تبدأ في هذا ونحوه بالفعل، لأن السؤال عن الفعل نفسه والشك فيه، لأنك في جميع «؟ تبنيها ذلك متردد في وجود الفعل وانتفائه، مجوز أن يكون قد كان، وأن يكون لم يكن. وتقول: فتبدأ في ذلك كله بالاسم، ذاك لأنك لم تش ك في الفعل أنه كان. ،«؟ أأنت بنيت هذه الدار » كيف؟ وقد أشرت إلى الدار مبنية، وإنما شككت في الفاعل من هو؟ ومما يعَلم به ضرورة أنه فيكون كلاماً مستقيماً. ،«؟ أقلت شعراً قطّ » : لا تكون البداية بالفعل كالبداية بالاسم أنك تقول وذاك أنه لا معنى للسؤال عن الفاعل من هو في مثل هذا، «؟ أأنت قلت شعراً قط » : ولو قلت من قال هذا » : لأن ذلك إنما يتصور إذا كانت الإشارة إلى فعل مخصوص نحو أن تقول وما أشبه ذلك مما يمكن أن ينُص فيه على معين. فأما قيلُ الشعر على الجملة، «؟ الشعر .(1)« فمحالٌ ذلك منه، لأنه ليس مما يختص بهذا دون ذاك حتى يسأل عن عين فاعله
فهذا تحليل لغوي يعتمد على المنطق والأسلوب الفلسفي الفكري الذي تأثر به تشومسكي علم اللغة «Cartesian Linguistics» في تحليله للجملة الإنكليزية كما يذكر في كتابهالديكارتي المنطقي.
ولتوضيح معنى البنية العميقة والسطحية بشكل مبسط يمكن أن نورد المثال التالي: عندما نقول مثلاً: زيد جاء؛ فالفاعل الحقيقي هنا مستتر. فهو بنية عميقة أي أن الفاعل مقدر وباطني. وعندما نقول: جاء زيد؛ فهنا زيد فاعل حقيقي. فهو بنية سطحية ظاهرة، أي أن الفاعل ظاهر. فهنا حاول تشومسكي أن يبرهن لإنجليز مثلاً: أن زيداً جاء الفاعل هنا مقدر وبينما جاء زيد فالفاعل هنا حقيقي. وهذا ما يسميه بالبنية العميقة والسطحية في النحو
الإنكليزي.
