عن الرابط:
http://www.alsakher.com/vb2/showthread.php?t=109326
ثمة شحنة شعرية مكثفة، فائقة الجمال، كنت أقول لأخ كريم وشاعر موهوب " شاعريتك أكبر من أدواتك " ذكرني بذلك هنا هذا التشابه بينك وبينه، أما الإشادة فالقصيدة جديرة بها، ومن باب الإشادة احتفائي بها وهنا بعض ملاحظات وتداعيات :
القصيدة أساسا على البسيط
2 2 3 2 3 2 2 3 1 3 = 4 3 2 3 4 3 1 3
كل 2 يمكن أن تتحول إلى 1
فيصح مجيء الوزن على
1 2 3 1 3 2 2 3 1 3 = 3 3 1 3 4 3 1 3
هاتِ الرسائلَ يا ساعٍ على عَجَلِ
ها 2 – ترْ 2 – رسا 3 – ءِ 1 – ليا 3 – سا 2 – عنْ 2 – على 3 – عَ 1 – جلي 3
= 2 2 3 1 3 2 2 3 1 3 = 4 3 1 3 4 3 1 3
و بلّغِ " الخِلَّ " أنَّ الشوقَ لم يزلِ
وبلْ لغلْ خلْ لأَنْ نشْ شوْ قَلَمْ يَ زلي = 3 3 2 3 4 3 1 3
يا ساعٍ : استوقفني هذا التعبير
رجعت للموسوعة الشعرية وبحثت فيه عن ( يا ساعٍ ، يا ناجٍ ، يا قاضٍ) فلم أجد شيئا من ذلك.
رجعت إلى كتاب التطبيق النحوي للدكتور عبده الراجحي، فوجدته يذكر في المنادى ما يلي:
"إذا كان العلم المفرد المنادى اسما منقوصا مثل شخص اسمه راضي أو هادي فلك في يائه وجهان:
أ- إبقاء الياء مثل : يا راضي أقبل.
راضي : منادى مبني على ضم مقدر منع من ظهوره الثقل في محل نصب.
ب- حذف الياء شأن حذفها في حالتي الرفع والجر، مثل:
يا راضِِِ أقبل [ راضِ وليست راضٍ ]
راضِ : منادى مبني على ضم مقدر على الياء المحذوفة منع من ظهوره الثقل في مخل نصب."
وأضاف عن ياء النكرة المقصودة إن كانت اسما أن لك فيها :" ما ذكرنا في العلم المفرد "
وعليه فإن ساعٍ إن كانت نكرة غير مقصودة تأتي ساعيا
وإن كانت نكرة مقصودا فهي ( ساعِ دون تنوين ) أو ( ساعي )
يحرّق القلبَ بالآهاتِ مصطبرًا
ما أجمل الحبّ لولا غصّة الوجلِ ؟!
يخالني عارفُ الأفلاكِ في سقمٍ
أخبئ الهمّ خلف مصارعِ العِلَلِ
أود أن أسأل هنا عن ( عارف الأفلاك) وهل المقصود به المنجم ؟
وهنا وقفة مع وزن العجز
أخبئ الهمّ خلف مصارع العلل
أخب بئلْ هم مخلْ فَ مصا رعلْ عِ لل = 3 3 2 3 1 3 3 1 3
= 3 3 2 3 (2) 2 3 1 3 وبالتفاعيل متفعلن فاعلن متفاعلن فعِلُن
وهنا أمران أولهما أن هذا لا يكون في الشعر.
وثانيهما أن إحدى قواعد الرقمي تنص على أن 322 غير المتبوعة حتى آخر البيت ب 32 يجوز فيها أن تأتي 11 2 3 = (2) 2 3 مع الاحتياط بأنها إن وردت في غير الوافر والكامل فإنها لمخالفتها لعروض الخليل تخرج بالنص من الشعر إلى الموزون.
ومن العجيب أن التفعيلة الأولى لم تأت 331 وإنما اقتصر ذلك على التفعيلة الثانية من الشطر. وفي هذا توافق عجيب مع الرقمي.
وينسجم الوزن مع البسيط بالقول ( والتركيز على الوزن لا المعنى):
أخبئ الهمّ خلف الصرعة العلل
يا علّة الشوقِ ، أينََ النازحينَ إلى
ديارِ خلٍّ سرى بطوالعِ الغيَلِ
ويقال هنا في وزن العجز ما قيل في عجز البيت السابق.
يطوف حولي سحاب الليل في أرقٍ
و خلف همّي أنيس من صدى الرسلِ
يا ساعيَ ، القلب بينَ قصاصةِ الورقِ
و بين حبرٍ كمسكِ معاطرِ الغزلِ
وشطرا البيت هنا جاءت فيهما مستفعلن 22 3 على مُسَتَفعلن أو متَفاعلن =11 2 3
إليكَ عني فما في جرحكم وغلٌ
و ليس نزفي بماءٍ أحمرٍ هطلِ
يا لهف قلبي و يا أُنسي بباقيةٍ
كموجةٍ ثجةِِ الأمواج بالأملِ !
إلى الطيورِ أحاكيها لتذرفني
ما غرّد الطيرُ إلا من لظى مُقَلي
إلى الدنيا سأسبِقها لأسبقهـا
أجئ بالوصل ِأو فلتأتي بالأجلِ
الصدر هنا وزنه
إلى الدنيا سأسبِقها لأسبقهـا
إلدْ دنْ يا سأس ب قها لأسْ بِ قها = 3 4 3 1 3 3 1 3
= 3 4 -3 ((4) - 3((4) = مفاعَلْتن مفاعلَتن مفاعلَتن وهذا وزن الوافر التام.
وأعرف شاعرا كبيرا وقع بمثل هذا في البسيط.
وتفسير هذا لا تبريره أن هذا الوزن يمت بآصرة ما للبسيط أو موزون البسيط، ويظهر ذلك تقطيعه على النحو التالي:
3 2 – 2 3 – ((4) 3 – ((4) = متَفْعلْ فاعلُنْ متفاعلن فَعِلُنْ