" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
صدق الله العظيم
لم تقل الآية إن المودة والسكن هي علة الزواج ونتيجته عبثاً.
عز وجل أدرى بخلقه.
ولكن المسلمين والفقهاء بالذات مع الأسف حين شرعوا للأسرة استسلموا لاعتبارات انتهازية تخص سيطرة الرجل ومصالحه، لذلك اقتطعت الآيات من سياقها واكتفي في تقرير حكم حكم تعدد الزوجات بأنه "مباح". وتم تجاهل كل الاعتراضات والتحفظات، بل ذهبت الطبيعة الشرطية لإباحة التعدد فكأن الله قال "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع" ابتداء ولم تكن الجملة جواباً للشرط!
"فإن...""فانكحوا.."!
وهذه الانتهازية حكمت تصور الأوائل لموضوع إباحة الرق أيضاً فلم تؤخذ بعين الاعتبار السيرورة للعامة للتحرير بل تجوهلت القواعد التي تجفف منابع الرق كمنع استرقاق الأحرار فصار الرقيق يخطفون من بلادهم بلا اعتراض منا حتى كان تحرير الرق وإلغاؤه عملاً ادعته الحضارة الغربية لنفسها ولم يفعله المسلمون!
إن مفهوم القرآن للأسرة لا نكاد نراه في النصوص الفقهية التي عمل بها المسلمون عبر العصور، فلا سكينة ولا مودة ولا رحمة، بل كان المسلمون مزواجين مطلاقين، وإذا كانت هذه الحالة في عصور الازدهار قليلة الاضطهاد للمرأة رغم تناقضها مع مفهوم الإسلام للأسرة فإنها في عصور الانحطاط والضيق تحولت في اتجاه اضطهاد المرأة فقط.
ولأعد إلى موضوع الحب والمودة.
لا شك أن الأستاذة محقة في اعتبار المودة هي الذروة العالية للعلاقة الزوجية الناجحة الطويلة.
وأما الحب كما يوصف في الأغاني فما هو في نظري إلا ظاهرة يعرفها المراهقون سناً ومن هو في حكمهم من المبتلين بما يسمونه "المراهقة المتأخرة". وهذا النوع من الحب هو وحده الذي قالوا إن الزواج يقتله.